| 36
طيلة ســتة العقود الماضية أمرًا مشــروعًا، خصوصًا إذا ما كان طابع االنتخابات في األنظمة النامية غير تنافسي وتُستغل االنتخابات إلضفاء المشروعية وتحديث األنظمة ). لهذا، ستحاول الدراسة االنطالق من التساؤالت اآلتية: بأية 4 السلطوية فحســب( منهجية يمكن دراسة العملية االنتخابية في المغرب؟ وإلى أي حد تمثِّل االنتخابات التشــريعية في المغرب لحظة لوصول الفاعلين إلى مراكز صناعة القرار؟ وما وظيفة العمليــة االنتخابيــة في ظل اإلصالحات التي عرفهــا المغرب في العقد األخير بعد ؟ وما قدرة 2011 الحــراك الشــعبي الذي شــهدته المنطقة العربية برمتها ابتداء مــن التمثيل السياسي في المغرب على تأمين الحكم الديمقراطي؟ وهل تقود االنتخابات في المغرب إلى تكريس النظام الديمقراطي أم إلى إعادة إنتاج مظاهر التحكم والضبط السلطوي بقواعد انتخابية؟ ؛ 1999 منذ اعتالء الملك محمد الســادس العرش خلفًا لوالده، الحســن الثاني، سنة دخل المغرب في سلســلة من اإلصالحات السياســية واالجتماعية مسَّــت الجانب من أجل التصالح مع الماضي " هيئة اإلنصاف والمصالحة " الحقوقي، وذلك بتأسيس وجبر ضرر ضحايا االنتهاكات الجسيمة جرَّاء سياسة الدولة تجاه التيارات المعارضة، ثم القيام بإصالحات في قوانين المرأة واألسرة والثقافة من خالل إعادة االعتبار للغة األمازيغيــة التــي تُعد من مكونات الثقافة المغربيــة. فض ًل عن هذا، تم إقرار برامج تنموية في شتى المجاالت االقتصادية واالجتماعية. ، 2011 فبراير/شــباط 20 لقد كان من نتائج موجة الحراك الشــعبي، الذي انطلق في تســريع مسلسل اإلصالح الدستوري الذي تُوِّج باستفتاء على تعديالت دستورية في مكَّنت المؤسسات المنتخبة في المغرب من سلطات تنفيذية 2011 فاتح يوليو/تموز أكبر. لكن ال يمكن فهم جدوى هذه اإلصالحات في مسلســل الدَّمَقْرَطَة بالمغرب دون فحص األثر المترتب عليها على مستوى تحول السلوكيات السياسية، واألدوار التي يضطلع بها الفاعلون السياسيون المنتخبون، إذا اعتبرنا فرضًا أن الديمقراطية هي وصول المنتخبين إلى مراكز صناعة القرار السياسي عبر انتخابات حرة شفافة ونزيهة. رغــم ما يثيره مفهوم الديمقراطية في هذا المســتوى مــن التحليل من التباس، على اعتبــار أن الديمقراطية، كمــا يذهب إلى ذلك أحد الباحثين، هي أكثر المصطلحات .) 5 السياسية غموضًا، بمعنى أن الكلمة تعني أشياء مختلفة ألناس مختلفين(
Made with FlippingBook Online newsletter