العدد 16 – نوفمبر/تشرين الثاني 2022

43 |

في المغرب، وفقدان الثقة في الفاعل السياســي، وما يقدمه من برامج لحل األزمة االقتصادية واالجتماعية المتفشــية في المغرب. ومما زاد األمر ســوءًا الضعف الذي بــدا جليًّا في التحول األيديولوجي والسياســي لهذه األحزاب، ودعواتها إلى توزيع متوازن للسلط، وعدم تعويل المواطنين على األحزاب التقليدية في بناء مستقبلهم. كما صاحب ضعف األحزاب التقليدية، وتحولها السياســي من خالل االندماج في العمل الحكومي، ضعف جذري في عملية التأطير السياســي واســتقطاب الجماهير وتشــجيعها على العمل السياســي. فقد أضحى أكبر همها الحصول على أكبر عدد مــن المقاعد النيابية التي تخولها الولوج إلى الحكومة، وهو هاجس لم يصاحبه هم التجذر في أوساط المواطنين واالستماع إلى نبض الشارع ورؤيته للمشهد السياسي وتوجهاته. فاألحزاب السياســية المغربية ال تتواصل مع المواطنين وإن حصل يكون مفرغًا من محتواه السياسي والتربوي/التأطيري. إن فقــدان الثقــة في العمل الحزبي وجدواه في المغرب تبرزه كذلك اســتطالعات الــرأي التي أثبتــت أن أغلب األحزاب فقــدت ثقة الجمهور الــذي يَعدُّها ضعيفة ومتحجرة. فحسب بعض استطالعات الرأي أجرتها جهات رسمية في المغرب فإن % راضين عن 55 % فقط من المغاربة راضون عن األحزاب السياسية، مقابل 13 نسبة % عن العمل الجمعوي. ولم تتجاوز نسبة الشباب 37 عمل المدارس والجامعات، و % فكرت في إمكانية 12 %، رغم أن نســبة 1 الذيــن انتموا إلى األحزاب السياســية % من المغاربة، وفقًا إلحدى أحدث الدراســات، ال 69 ). كما أن نســبة 16 االنتماء( .) 17 % فقط( 23 تثق في األحزاب السياسية، وتبلغ نسبة من يثق في عمل الحكومة تقدِّم هذه األرقام تفســيرًا واضحًا عن موقف المواطن المغربي من العمل السياســي ، الذي أضحى ســائدًا في معظم " ســلوك العــزوف االنتخابي " وفاعليتــه، كما تُعلِّل المحطات االنتخابية التي عرفها المغرب، لذلك فجســر التواصل والثقة بين الفاعل الحزبي والجماهير معدوم، وبالنتيجة يغيب الناخب عن صناديق االقتراع. . المحدد السوسيو-قانوني 2.1 ال يستقيم الحديث عن عملية انتخابية فعالة، دون وجود قانون انتخابي سليم وفعال يضمن التمثيلية العامة للمواطنين. بيد أن العملية االنتخابية في المغرب فيها إشكالية

Made with FlippingBook Online newsletter