| 48
بعد أن اســتنفد حزب التجمع الوطني لألحرار وظيفته السياســية، ستســتمر اإلدارة باحترام دورية العملية االنتخابية وجعل المعارضة بكافة أطيافها حاضرة في المشهد االنتخابــي، لكن مع االســتمرار في نهج سياســة الحزب األغلبــي، فإبان التحضير بقيادة المعطي " حزب االتحاد الدستوري " تم إنشاء 1983 لالنتخابات التشريعية لسنة بوعبيد، وهو من الشخصيات الموالية لإلدارة، بهدف إعادة تأثيث المشهد السياسي بعــد االحتقــان االجتماعي واالقتصادي الذي عرفه المغرب في بداية الثمانينات من القرن الماضي. وهكذا تصدر الحزب العملية االنتخابية، وتولى قيادة الحكومة سنوات عديدة. ولئن كانت ســنوات التســعينات لم تعرف نهج الســلوك نفســه في التحكُّم باللعبة السياســية، بســبب سعي المؤسســة الملكية إلى البحث عن شــركاء داخل تيارات الحركة الوطنية، التي ظلت قابعة في المعارضة وقاطعت جل االستفتاءات الدستورية التي عرفها المغرب، إال أن التحكم في التوازنات السياسية ظل قائمًا إلى أن تولت ، قبل رحيل الملك الحسن الثاني بسنة؛ 1998 المعارضة اليسارية قيادة الحكومة سنة األمر الذي اعتُبر تدشينًا لمسلسل القطيعة مع الممارسة االنتخابية السابقة عبر االنفتاح على كافة مكونات المشهد السياسي، وجعل اللحظة االنتخابية لحظة إفراز لألغلبية ستشهد تراجعًا عن هذه المنهجية، من خالل 2002 الممثلة للسيادة الشعبية. لكن سنة اختيار السيد إدريس جطو وزيرًا أول للحكومة من خارج التمثيلية الحزبية على اعتبار يعطي الصالحية التامة للمك الختيار الوزير األول سواء أكان من 1996 أن دســتور األحزاب الممثلة في البرلمان، أم من شخصيات تكنوقراطية؛ األمر الذي عُد خروجًا . 1998 عن المنهجية الديمقراطية التي بدأت في عهد حكومة التوافق سنة شبه عودة للسياسة القديمة بصناعة الحزب 2007 وستعرف االنتخابات التشريعية لسنة األغلبي؛ فقد شــهدت الســاحة الحزبية تأسيس حزب سياسي بقيادة أحد مستشاري الملك، علي الهمة، الذي كان وزيرًا للداخلية سابقًا، عبر تجميع نخب برلمانية من حزب األصالة " كافة األطياف السياســية فيما يشــبه عملية رحيل سياسي، تحت اسم ، مما 2009 ، الذي اكتسح االنتخابات الجماعية التي عرفها المغرب سنة " والمعاصرة خوله قيادة كبريات مجالس المدن بالمغرب. إن مــا يالحظه الدارس لالنتخاب في المغرب أن المســار االنتخابي اتجه منذ أول
Made with FlippingBook Online newsletter