49 |
تجربة انتخابية نحو ما يســمى بالســلطوية االنتخابية؛ فقد ظلت المنافسة االنتخابية مراقبــة من طــرف اإلدارة ومتحكَّمًا في نتائجها لفائدة حــزب أغلبي موال لإلدارة. لهذا كانت الوظيفة االنتخابية تتمثَّل في إضفاء نوع من الشرعنة على الحياة السياسية، وتلميع صورة المغرب أمام المنتظم الدولي المراقب لما يجري في البالد. لهذا، تجب دراســة الطابع التنافســي للعملية االنتخابية فــي المغرب من عدمه من داخل المحددات المتحكمة في الهندسة االنتخابية برمتها كما تم تناولها سابقًا. لهذا فالوظيفة االنتخابية في المغرب لم تكن تدخل في إطار الغاية التي يعطيها دانييل دال ) للممارسة االنتخابية، باعتبارها شك ًل تنافسيًّا نزيهًا بين النخب على Daniel Dalle ( أصوات الناخبين الذي يحســمون من يملك ســلطة التقرير في حياتهم العامة، بينما ، وفق الوثيقة الدستورية، هي صاحبة التقرير " ممثلة أسمى لألمة " المؤسســة الملكية في اتخاذ القرارات السياسة واالقتصادية التي تهم أفراد المجتمع. ســتعرف منعطفًا في الحياة السياســية المغربية؛ ذلك أن الحراك 2011 بيد أن ســنة الشــعبي الذي شــهدته المنطقة عجَّل بإصالحات دستورية أُقرَّت في دستور يوليو/ ، الذي وسَّع صالحيات الهيئات المنتخبة في المغرب، وخوَّلها أكثر مما 2011 تموز في تدبير الشأن العام. وقد أثَّر السياق الذي جاء فيه ذلك اإلصالح 1996 في دستور الدســتوري على شــكل العملية االنتخابية التي تلت االستفتاء الدستوري؛ فقد تولَّى بعد أن احتل " حزب العدالة والتنمية " ، قيادة الحكومة أول مرة، وهو " إسالمي " حزب المركز األول من حيث عدد المقاعد النيابية في االنتخابات التشريعية، التي جرت في . 2011 نوفمبر/تشرين الثاني 25 ولوحظ أن تلك االنتخابات كانت أول عملية انتخابية في المغرب تقطع مع التحكُّم القبلــي في مســار النتائج االنتخابيــة، التي حظيت أو ًل بالقبول السياســي من كافة األطــراف واألحزاب السياســية المشــاركة، والتي أقرت بنزاهتهــا، وثانيًا من حيث المفاجأة التي أســفرت عنها؛ وهي وصول تيار محســوب على التوجه اإلســ مي، والــذي ظل عقدين مــن الزمن في صف المعارضة إلى رئاســة الحكومة. وهذا ما يؤشــر على تحول في النمط السلطوي الذي عرفته االستحقاقات االنتخابية السابقة. بيــد أن هــذا المتغير لم يكن ثابتًا في تحول الســلطوية االنتخابية في المغرب، فقد العودة إلى أسلوب التحكُّم والضبط للعملية 2021 سجلت المحطات االنتخابية لسنة
Made with FlippingBook Online newsletter