55 |
إشكالية السيادة � العزوف االنتخابي و إذا كانت المشاركة االنتخابية تعني اختيار ممثلي المواطنين الذين يمارسون عملية تدبير القرارات التي تهم مصير العامة، وأيضًا إضفاء الشرعية على أولئك الذين يمارسون وتحسيسهم بانتمائهم للمجموعة الكبيرة بفضل ممارستهم الجماعية المتياز " السلطة )، فإن العملية االنتخابية في المغرب، فض ًل عن المنعطفات التي تطبع 26 ( " مشــترك نزاهة االقتراع وشــفافيته، وإشكالية ممارســة النخب الحكومية المنتخبة للسلطة في ظل الخصوصية التي تطبع النظام السياسي المغربي، تشهد إشكا ًل آخر يمس بجوهر ، التي عرفتها معظم االستحقاقات " العزوف االنتخابي " التمثيلية من خالل سيادة أشكال االنتخابية خالل العشــرية األخيرة، وباتت واضحة أيضًا خالل االنتخابات التشريعية رغم سياق اإلصالح الدستوري والمؤسساتي الذي 2021 للثامن من ســبتمبر/أيلول جاءت ضمنه. العديد من التســاؤالت عن جدوى وشرعية هذه " العزوف االنتخابي " تثير إشــكالية التمثيلية، وذلك من خالل مستويين: مستوى شرعية المؤسسات المنبثقة عن العملية االنتخابيــة، ومســتوى ثــان متمثل في جــدوى العملية االنتخابيــة وبالنتيجة الفعل السياســي بالمغرب. وهذا ما يقود إلى الحديث عن أزمة السياســة والسياســي في المغرب. فالسياســي في المغرب أضحى بدون شرعية شعبية من خالل المؤسسات سبتمبر/ 8 التي يديرها، فمث ًل إذا كانت نسبة المشاركة في االنتخابات التشريعية، يوم % مع األخذ بعين االعتبــار أن هذا الموعد ضم كافة 51 ، لــم تتجاوز 2021 أيلــول التشــريعية 2016 أكتوبر/تشــرين األول 7 االنتخابات العامة بالمغرب، ثم انتخابات %، وهي نسبة أقل من تلك التي عرفتها انتخابات 43 لم تتجاوز نسبة المشاركة فيها %. بالمقابل، تعد 45 . 40 ، والتي بلغت المشاركة فيها 2011 نوفمبر/تشرين الثاني 25 مليون 16 % مــن الناخبين لصناديق االقتراع (عدد المســجلين حوالي 57 مخاصمــة مليونًا من المغاربة البالغين سن التصويت عن التسجيل 14 ناخب) وعزوف حوالي في اللوائح االنتخابية، أمرًا مقلقًا لكونه يتسبب في ضعف التمثيلية؛ مما يمس بشرعية )؛ وهو األمر الذي ما فتئ يســائل كذلك السلطة السياسية 27 المؤسســات المنتخبة( واألحزاب؛ إذ نجد أن مؤسسة البرلمان، الذي انبثقت من أغلبيته تشكيلة الحكومة، % من الجسم االنتخابي؛ مما يكون له بالضرورة 20 ال تتجاوز شرعيته الشعبية نسبة
Made with FlippingBook Online newsletter