| 56
انعكاس على مصداقية هذه المؤسســات ومعيار الثقة واالرتباط باألمة في مشاريعها وسياساتها العامة. وعليه، يمكن الحديث عن ضعف هذه المؤسسات وضعف مغزى وروح اللحظة االنتخابية، التي تعني في عمقها تداول السلطة وتجديد المشروعيات السياسية. إن العزوف االنتخابي يخلق أيضًا إشــكالية السياســة وجدواها في ظل قواعد لعبة متحكم فيها سلفًا، واغتراب سياسي للمواطن جرَّاء التهميش االجتماعي واالقتصادي الذي يعانيه. فهناك سياسة بدون مصداقية وبدون ضمانات، بدأ يتولد عنها قطيعة ما بين المجتمع والدولة قد تؤدي إلى خلق حقل مضاد للحقل الرســمي من الممكن ففي الدول " أن يكون لها انعكاســات ســلبية على مستوى مســار االنتقال السياسي؛ الديمقراطية التي تكون فيها المؤسسات المنبثقة عن االنتخابات ذات مصداقية، يشعر المواطن بأن الحكومة سريعة االستجابة لمطالبه ويشعر بالثقة في النفس وفي قدرته السيادة للشعب " على التأثير في القرارات الحكومية. وفي هذه الحالة، تصدق مقولة: )، أما في حالة المغرب فعنصر الثقة 28 ( " يمارسها وحده بواسطة المؤسسات التمثيلية يظل منعدمًا في ظل النسب الضعيفة للمشاركة االنتخابية، وبالنتيجة خلق شعور بعدم الرضا الشــعبي عن أداء السياســات العامة ودورها في التغيير المجتمعي، التي تمس مواطنة الفرد وكرامته باألساس. في المغــرب تحيل على مظهرين: مظهر يتجلى في " العزوف االنتخابي " إن ظاهــرة اندماج سياســي واجتماعي ضعيف للعديد من الشرائح المجتمعية، التي ترى نفسها مقصية من المشــهد العام، ومظهر يتجلى في أناس مطلعين على المجال السياســي ومتتبعيــن لــه، ويُعد امتناعهم عن التصويت تعبيرًا عــن رفضهم للعرض االنتخابي، وللشروط التي تدار بها العملية االنتخابية. فهم يعتبرون أن صوتهم ليس له أية فاعلية ما دام المنتخب بذاته ليست له أية فاعلية داخل المؤسسة التمثيلية التي يشتغل بها. تقود هذه العناصر إلى ثالث نتائج: في المغرب يتحكَّم فيه بشكل كبير " العزوف االنتخابي " - النتيجة األولى: أن سلوك ضعف االندماج االجتماعي، فالناخبون من الشباب المعطل، وسكان المناطق الفقيرة ال يصوتون لشــعورهم بأنهم غرباء عن الرهانات التي تتحكَّم في العملية السياســية بالمغرب.
Made with FlippingBook Online newsletter