71 |
القوى السياسية المؤثرة التي تناهض اتفاق السالم، كما هي الحال مع بعض الدول التي وقَّعت اتفاق أبراهام. . السالم البارد وغياب التطبيع 1.2 ال يمكــن للمراقب للعالقات المصرية-اإلســرائيلية أو األردنية-اإلســرائيلية إال أن يالحظ فشــل نموذج الســ م الحار، فعلى الرغم من حماس القادة لعقد صلح مع إسرائيل، إال أن الرفض الشعبي للتطبيع في كل من مصر واألردن كان عام ًل حاسمًا لترسيخ نموذج السالم البارد بدًل من السالم الحار الذي كانت إسرائيل تنشده. كان واضحًا أن العالقات المصرية-اإلســرائيلية متأثرة، ومنذ بداية عملية الســ م، باألوضاع المرتبطة باســتمرار الصراع العربي-اإلســرائيلي، وتحديدًا على المســار الفلســطيني، وكانت هناك رؤية مصرية مختلفة عن نظيرتها اإلســرائيلية بخصوص حجــم وطبيعــة العالقات المطلوب إقامتها. كما أن األوضــاع الداخلية في كل من مصر وإسرائيل أسهمت في رسم محددات العالقات الثنائية. ويجادل أسامة الغزالي حــرب بأن العالقات الثنائية بين البلدين بقيت في جوهرها بحدودها األدنى، ورافق .) 15 ذلك تنامي العداء الشعبي للتطبيع مع إسرائيل( الالفت أن القادة اإلســرائيليين لم يســتوعبوا أن السالم يعني أن تقوم إسرائيل بتغيير سلوكها الذي كان سببًا رئيسيًّا في تأجيج الصراع على مدى عقود. فالقادة في إسرائيل رأوا الســ م مع مصر بوصفه اختراقًا إستراتيجيًّا تم بموجبه إخراج مصر من معادلة الصراع، كما فهم اليمين اإلســرائيلي الحاكم آنذاك أن السالم مع مصر يعني إطالق العنان للتوسع اإلسرائيلي على حساب الفلسطينيين. وعليه، قاربت إسرائيل موضوع الحكــم الذاتــي المنصوص عليه في اتفاق كامب ديفيد بســوء نية، وأدركت القيادة المصرية عبثية المفاوضات حول مشــروع الحكم الذاتي وطرحته جانبًا في النصف األول مــن الثمانينات. وزاد من الطين بلة، قيام إســرائيل باجتياح لبنان، في يونيو/ ، األمر الذي دفع المصريين -حتى المؤيدين التفاقية السالم- لمهاجمة 1982 حزيران الســ م مع إســرائيل. يكفي هنا التوقف عند اقتباس ألنيس منصور* للتعرف على ال يوجد قلم في مصر لم يلعن إسرائيل، وال " االنقالب الكبير في المزاج المصري: يوجد صوت واحد في مصر لم يتنصل من إيمانه السابق بإمكانية التوصل إلى سالم
Made with FlippingBook Online newsletter