العدد 16 – نوفمبر/تشرين الثاني 2022

| 78

شك ًل من أشكال التعاون 1994 اإلسرائيلية. وفرضت اتفاقية باريس االقتصادية لعام بحيث أصبحت السلطة الفلسطينية تعتمد بشكل كبير على العالقة مع إسرائيل. ولم يكــن هنــاك الكثير من مقاومة التطبيع في البداية، غير أنه ســرعان ما تغير االنطباع الشــعبي عن الفلســطينيين الذين بدأوا يدركون أن إسرائيل تماطل وال تنوي تمكين الفلســطينيين من إقامة دولة مستقلة لهم. وبعد انتفاضة األقصى، اقتصرت العالقات مع إســرائيل على الشــكل الرسمي الوظيفي وغابت مظاهر التطبيع الشعبي. وعالوة على ذلك، نشــط الفلسطينيون في شــن حمالت لوقف التطبيع، وبعضهم أخذ هذا ، بدأت جهود بعض الفلســطينيين 2005 الجهــد على المســتوى الدولــي، ففي عام لفرض مقاطعة على إسرائيل، وظهرت حركة المقاطعة وسحب االستثمارات وفرض )، وهي حركة تمتعت -وما زالت- BDS ( " بي دي إس " العقوبات المعروفة باسم الـ بدعم كبير من قبل المجتمع المدني الفلســطيني. وســاقت الحركة مقولة تفيد بأن االستمرار في التعاون مع إسرائيل إنما يمنح شرعية لالحتالل. لم يتوقف هذا األمر على األردن والفلســطينيين، فبعد فشــل مســار أوسلو وهزيمة اإلسرائيلي وانزياح المجتمع اإلسرائيلي إلى اليمين، وتأثير انتفاضة " السالم " معسكر األقصى على اإلســرائيليين والفلسطينيين معًا، اجتمع القادة العرب، في مارس/آذار ، في قمة عُقدت في بيروت تبنَّوا فيها مقاربة للســ م والتطبيع مع إســرائيل 2002 تفيد بأن الســ م والتطبيع يتحققان بعد أن تنســحب إســرائيل إلى حدود الرابع من . وأظهر العرب مرونة كبيرة في ملف الالجئين إال أن إســرائيل 1967 يونيو/حزيران رفضت مجرد مناقشــة الفكرة وأصرت على تقديم النضال الفلســطيني في ســياق الحرب الكونية ضد اإلرهاب. وبالفعل اســتفادت حكومة أرييل شارون اليمينية من التحالف مع المحافظين الجدد والرئيس بوش شخصيًّا، واستفادت من الحرب على اإلرهاب لإلفالت من استحقاقات السالم. إســرائيليًّا، لم يكن التطبيع مع العرب مســألة يختلفون عليها كثيرًا، فالجميع تقريبًا على اتفاق بدليل أن حكومة نفتالي بينيت ويائير لبيد، التي جاءت بعد إسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، اســتمرت وبحماس شــديد في موضوع التطبيع الذي دشنه نتنياهو. " السالم مقابل السالم " وبشكل عام، يُنظَر للتطبيع في إسرائيل بوصفه انتصارًا لدعاة ، فالتطبيع مع العرب يبرهن لإلسرائيليين أن بوسعهم " من األرض مقابل السالم " بد ًلً

Made with FlippingBook Online newsletter