| 84
على الســلطة. وهناك اعتقاد عند الكثير من األنظمة العربية بأن الطريق إلى واشنطن تمر من خالل تل أبيب ما يمنح إسرائيل أوراق قوة في العالقة مع الدول التي تسعى للتطبيع مع إسرائيل. تكمن خطورة هذا السيناريو في تهميش القضية الفلسطينية، وهو ما قد يفضي إلى بروز قوى متطرفة تعمل على توظيف الورقة الفلســطينية لغايات أيديولوجية أو سياســية؛ األمر الذي قد يخلط األوراق وال يســهم في االســتقرار اإلقليمي. من ناحية أخرى، يعتمــد نجاح هذا الســيناريو على إيران، فتصوير إيــران بأنها مصدر التهديد الرئيس وترســيخ انطباع بأن الواليات المتحدة ستدير ظهرها لحلفائها التقليديين سيرفع من مكانة إسرائيل في اإلقليم. حينها لن تمتلك هذه األنظمة المُطبِّعة أي حافز للضغط على إسرائيل لتقديم ما يلزم من تنازالت لحل القضية الفلسطينية. لكن أيضًا سيكون هــذا التطبيع جزئيًّــا مع عدد من الدول العربية ومن غير المتوقع أن تنضم إليه دول أخرى مثل العراق وسوريا والجزائر وليبيا واليمن. في النهاية، ال يكتمل التطبيع إال بدخول السعودية فيه وذلك لثالثة اعتبارات رئيسية بالنســبة إلســرائيل، وهي: أو ًلً: المكانة الدينية للســعودية؛ إذ تعتبر معقل اإلسالم السُّــني، وثانيًا: أن الســعودية هي من بادرت بتبني مبادرة السالم العربية ولها مركز مالي مميز يمكِّنها من تمويل الفلســطينيين لســنوات عديدة. وأخيرًا، تقود السعودية محور الصراع السني-الشــيعي، وهو الصراع الذي تغذيه إســرائيل باستمرار. وعلى الرغم من بعض مظاهر التطبيع في العالقات السعودية-اإلسرائيلية وصمت الرياض عن التطبيع البحريني واإلماراتي إال أنه من غير المتوقع أن تبادر السعودية إلى تطبيع مفتوح مع إسرائيل. يتمحور حول فشل التطبيع بفعل الشعوب العربية التي ما زالت - الســيناريو الثاني: أغلبيتها الســاحقة ترى في إســرائيل العدو األول. بمعنى أنه لن تكون هناك شرعية شــعبية للتطبيــع، لكن هذا أيضًــا يعتمد على العامل الفلســطيني، وفي حال تجاوز الفلســطينيون خالفاتهــم الداخلية واتفقوا على إســتراتيجية وطنية موحدة، فإن من شــأن ذلك أن يُحرِج األنظمة العربية التي تتذرع باالنقســامات الفلسطينية لمواصلة مسلسل التطبيع. ويتوقع هذا السيناريو أن يعم نموذج السالم البارد بدًل من التطبيع الكامل، وبخاصة إذا ما نجحت إيران في ردم الهوة بينها وبين بعض الدول الخليجية
Made with FlippingBook Online newsletter