. دأب قاطنو المخيمات على الإشارة في مقابلاتهم ( (( والعلاقات الطيبة مع المجتمع ، غير أن وظيفته المسؤولة في الواقع ما هي إلا " مدير المخيم " إلى المسؤول بصفة تيسير الاستفادة من خدمات الأونروا. ومن ثم، كشفت المقابلات بجلاء عن الفجوة بيــن تصور الدور وأدائه الوظيفي الفعلــي. وهذا التداخل نابع من الدور التاريخي الــذي نهض به مســؤولو الخدمات بمخيمــات الأونروا لا فــي تقديم الخدمات فحسب، بل في إدارة الكثير من جوانب حياة اللاجئين وتنسيقها. وعلى ذلك، يُنظر باعتبارهم شاغلي وظيفة حاكمة بدون التصرف بصفتها. " مديري المخيمات " إلى إن الخلط بين دور مسؤولي خدمات المخيمات لهو عارض للالتباس بخصوص دور الأونــروا أيضًــا. فالكثير من قاطني المخيمات -مث ً- يرون الأونروا واللجان الشعبية مسؤولين عن اضطراب الأوضاع في المخيمات. وتعبيرًا عن الغضب حيال الســلبية المتصورة في تلك الجهات المسؤولة، طرحت إحدى قاطنات المخيمات لمن أشــتكي عندما يبني جاري طابقًا ثانيًــا وثالثًا بدون ترك أي " الســؤال الآتي: لذا، استعمل كثير من المشــمولين بالمقابلات كلمات من قبيل " مســاحة لشقتي؟ في وصف الموقف " العشــائرية " و " الفَلَتان الأمني " و " الصمت " و " أمن " و " فوضى " داخــل المخيمات، مع اعتبار التراخي من جانب الأونروا من الأســباب الرئيســة لكل تلك المعاني الســلبية. وهذا ما يفســر اشــتمال إفادات الكثير من المشمولين بالمقابلات على توصيف العلاقة بينهم وبين الأونروا بمشاعر الإحباط وانعدام الثقة وسوء الاتصال وسوء التفاهم بين الجانبين. لكن تلك المشاعر الناقمة على الأونروا ليست رفضًا للإغاثة، بل رفضًا للإغاثة بوصفها بديً عن العمل السياسي، لاسيما . ولبيان ذلك التناقض حيال وضع الأونروا ( (( على صعيد إدارة المخيمات وحوكمتها تجاه إدارة المخيمات فإنني أطرح في القســم التالي أن مســؤولي الأونروا هم في أخذ وردّ دائميْن بين تفويض الوكالة وتجاوزه. لكن خوفًا من ردّة الفعل الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة فقد اجتنبت الأونروا تعيين ( ( ( أناس ذوي انتماءاتسياسية صريحة. ، دورية المساعدة " الانتصارات باهظة التكلفة وانهيار المبادئ الإنسانية " ،) 2002 باري، إم، ( ( ( ( . 46-1 : 94 الإنسانية،
100
Made with FlippingBook Online newsletter