العليا بخصوص موضوع تمثيل اللاجئين. فوفق ما سلف بيانه، كانت اللجنة العربية العليا هي القيادة الفلسطينية خلال فترة الانتداب، ثم أعادت اللجنة تشكيلها عقب الحرب بمســاعدة مصر وشكّلت حكومة في المنفى، أي حكومة كل الفلسطينيين، واتخذت من غزة مقرًا لها وترأسها أحمد حلمي باشا وارتبطت ارتباطًا قويًا بالحاج أمين الحسيني، ولاقت دعمًا من الجامعة العربية؛ فيما عارض الملك عبد الله في الأردن ذلك التحرك، وكذلك فعل حليفه الهاشمي في العراق. ردّ عبد الله بسلسلة من الإجراءات التي أريد بها تأكيد دوره بوصفه ملكًا على الفلسطينيين ككل، فبدأ عملية ضم المنطقة التي باتت تُعرف باســم الضفة الغربية. أما مصر، فكانت وفية لقرارات الجامعة العربية في الشــأن الفلســطيني، وأعلنت أن الفلسطينيين وحدهم هم من يمثلون أنفســهم، وأن الأجزاء المحرّرة من فلســطين ينبغي أن توكل إليهم . ( (( فور استكمال التحرير انطلاقًا من هذا المشــهد، اضطرت اللجنة إلى إعلان ولائها للهاشــميين بدون بتــر العلاقات مع الكيانات الممثلة لفلســطين التي حققــت يومئذ نجاحات مذهلة. وكان صلة العمدة المعروفة بخصوم المفتي عامً مساعدًا في هذا الصدد، علمًا بأن الأعضاء الآخرين جمعتهم صلات بمسؤولين وشخصيات أخرى فلسطينية. وتمثلت الحيلة يومها في عدم ادعاء اللجنة صفة وطنية لنفسها، بل صفة محلية. وعلى وجه الإجمال، وفي نهاية المطاف، لم يكن لأي شــيء لا يضارع المســاعدة في الأهمية تأثير سريع يُذكر، وربما لم يكن له تأثير البتة. وعندما أدركت اللجنة المحلية أنه ما من مساعدة ستأتي من أي مكان على الرغم من كل الوعود المقطوعة، واصلت الجنة عملها بجهد أكبر وفق خطتها لمساعدة اللاجئين. وهديًا بما ســلف ذكره، تمثلت الخطوة الأولى في إيجاد الموارد المالية من ميزانية البلدية نظرًا لعدم ورود شــيء من الخارج. وتمثلت الخطوة التالية في حل قضية الســكنى، ذلك بأن معظم المنازل والشــقق كانت مشــغولة بكامل طاقتها، فاســتخدمت المساجد والكنائس والســاحات المفتوحة في أغراض التسكين، فيما . 1948 ، شهر أغسطس/آب بالكامل 17 / 4 / 150 الأرشيف، الصندوق ( ( (
35
Made with FlippingBook Online newsletter