العليا (كانوا مســيحيين في الغالب، وقادرين على جلب أصولهم) فأمكنهم شــراء الأرض واكتساب صفة المالكين للأرض والممتلكات، ونادرًا ما كان يطلق عليهم . ( (( على الرغــم من تعرضهم أيضًا للتهجير من منازلهم ومعايشــهم " لاجئ " لفــظ وحتى اليوم، ما زال هذا المصطلح يســتخدم في الغالب عند الإشــارة إلى قاطني . ( (( المخيمات، بمن فيهم الجيل الأصغر الذي لم يشهد النزوح قدّم مخيم اللاجئين خدمة اللجوء المطلوبة بشدة للاجئين -أي للفقراء عديمي الملكية الأرضية من الفلاحين ساكني المخيمات الذين خسروا أراضيهم ومعايشهم، بل ووضعهم الاجتماعي أيضًا- واقترنت خدمة المخيم بمساحة من التضامن والدعم المنشودين. ثم استأنف نور قصة والديه، فقال: التمييــز هو ما جمع النــاس على صعيد واحد فجاؤوا إلى المخيم لا، ســنحيا [حياة أفضل] مع المهمشــين، تعســاء الحظ، " وقالــوا: المرضــى، المحتضرين مــن الإنهاك. يذهب ابني إلى المدرســة بلا . فالتعاون ممكن عندما يكون الجميع " حــذاء، ولا يضايق أحد أحــدًا . ( (( من مستوى واحد يــروي نــور أن والديه ســعيا في البداية إلى بناء حياتهــم من جديد في بيت ســاحور، لكــن المواقف العدائيــة من أهل القرية دفعتهما بعــد ذلك إلى الانتقال إلى مخيم الدهيشــة للاجئين، فأفســح لهما المخيم مساحة يأمنان فيها من التنميط والاحتقار، فالجميع في المخيم سواسية. في الوقت ذاته، كان الانتقال إلى المخيم بمنزلة صدمة عنيفة وإهانة بالنســبة وناجية من نير النكبة بمنطقة رأس 83 لكثيرين. هنا نجد أم محمد -مسنّة في عمر أبو عمار- تبث يأســها بجلاء عندما سألتها عن انطباعها عن مخيم الدهيشة عندما
انتقلت إليه في منتصف الخمسينات؛ فقالت: . " اللاجئون الفلسطينيون في الأردن " بلاسكوف، ( ( ( . 174 ،ص. " من المنفى إلى المواطنة " بشارات، ( ( ( . 2012 نور، مقابلة، مخيم الدهيشة، ( ( (
69
Made with FlippingBook Online newsletter