70 عامًا على الأونروا اللاجئون الفلسطينيون من منظور شامل

خاتمة يحيا لاجئو الضفة الغربية حياة متناقضة تجمع بين كونهم لاجئين في وطنهم كمــا تجلى مــن كلام نور الافتتاحي في صدر هذه المقالة وما يحويه من صراحة، وكونهم ضيوفًا ومنتسبين إلى الأمة الجاري تشكيلها تحت مظلة السلطة الفلسطينية. وهذا الانتساب الثنائي (الجزئي أحيانًا) إلى لاجئي الضفة الغربية في الأمة (الدولة) الفلســطينية وإلى مجتمع اللجوء الفلســطيني إنما يحظى بتجليات وتأكيد مرتبطة بســياقاتها. وبتحرك حــذر لصون هوية اللجــوء المميزة منعًــا للتوطين ولتجديد الموقــف المؤكــد من حق العودة، إلى جانب الكفاح للمحافظة على وحدة الصف الوطني الفلسطيني في مواجهة مساعي الطمس الاستيطاني-الاستعماري، فقد اضطر لاجئو الضفة الغربية على الدوام إلى (تجديد) التفاوض وتعديل الملامح والمعاني المرتبطــة بهوية اللجوء وبالمخيم وبالوطن. تتبعت في هذه المقالة الأوجه الثقافية والنضالية السياســية المتغيرة بخصوص التمثيل السياســي في ثلاث حقب تاريخية مختلفة: ما بعد النكبة، والانتفاضة الأولى، وما بعد أوسلو. شغل اللاجئون خلال السنوات الأولى التي أعقبت النكبة أدنى طبقات الهرم السياسي والاجتماعي في الضفة الغربية، علمًا بأن مفهوم اللجوء شهد تقييمًا جديدًا مغايرًا من الســبعينات فما بعدها. ومع قيام منظمة التحرير الفلســطينية تحت مظلة حركة التحرر الوطني الفلســطيني، لم يكن تحدي اللاجئين يستهدف محلية الجيل السابق، بل امتد إلى احتكار النخبة المحلية المالكة للأراضي بالضفة الغربية للسلطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وقد شهد هذا النضال تحولات رمزية كبرى في المخيمات إذ أصبحت منطلقًا للمقاومة بعد أن كانت مواطن للفقر المدقع. وكثيرًا ما يتم تمثيل المخيم ذي الهوية السياســية المميزة للاجئين تمثيً قائمًا على كونه محــّ للانتماء والصمود حتى اليوم، فإليه يســتند أهله فــي التفاوض على الذاتية السياسية للاجئين وفي صياغة تلك الذاتية. تجدر الإشارة إلى أن استهداف مقاومة اللاجئين لا يقف عند النظام الإسرائيلي الاستعماري-الاســتيطاني، بل يمتد كذلك إلى مواجهة السلطة الفلسطينية؛ فلاجئو

87

Made with FlippingBook Online newsletter