كتاب تكنو علم

فــــتــــاحــــة الــــعــــلــــب الــــمــــعــــدنــــيــــة، اختراع لا غنى عنه

تجاهل (بيتر دوراند) الحاجة إلى وسيلة عملية لفتح العلب المغلقة على الرغم من مهارته الكبيرة في تصميم وسائل تعليب الأغذية المعدنية. أما المحاربون م فاعتمدوا على الحربات والسكاكين أو 1812 الإنجليز عام حتى نار البندقية لفتح المعلبات. أما عن تسجيل براءة اختراع أول فتاحة علب بشكل رسمي، فكان على يد (عزرا وارنر) من مدينة واتربري بولاية كونيكتيكت م. وتألفت تلك الأداة التي كانت ثقيلة من 1858 الأمريكية عام حربة صغيرة ومنجل، ويتم استخدامها بدفع المنجل (الشفرة المقعرة) إلى حافة العلبة، وبسحبها حول تلك الحافة الى أن تنفتح العلبة، إلا أن انزلاقة خاطئة واحدة كانت تولد الكثير من الأذى. ‏أما عن فتاحة العلب المعروفة اليوم والمتميزة بدولاب للقطع يدور حول حافة العلبة، فترجع إلى المخترع الأمريكي (وليام م، وقد لاقت 1870 و. ليمان) الذي سجل براءة اختراعها عام تلك الأداة قبولاً فورياً لكونها ثورة في ميدان فتح العلب من حيث تصميمها وكيفية استخدامها، ولم يدخل على هذه الفتاحة منذ اختراعها سوى تطوير واحد، ففي العام م أضافت شركة (ستار) لفتاحات العلب دولاباً مما 1925 جعل العلب تنفتح دائرياً لأول مرة بسببهذا الدولاب. وظلهذا الأمر هكذا حتى الآن على الرغم من اختراع الفتاحة الكهربائية م. 1931 عام

نصف قرن من الزمان قد مر بين ولادة علب التعليب المعدنية وبين أول فتاحة عملية للعلب، فكيف كان الناس خلال خمسين سنة يفتحون معلباتهم المعدنية؟ م 1810 ابتكرت العلبة المعدنية (علبة حفظ الطعام) عام في انجلترا وذلك على يد التاجر (بيتر دوراند) واستخدمت لاحتواء المؤن المرسلة إلى الجيوش بموجب عقد مع الدولة على هذا النوع من الطعام المعّلب. وعلى الرغم من استخدامها كوسيلة لحفظ الأغذية في الولايات المتحدة بعد أن وصلت م، فقد استمر تجاهل الناس لها حتى العام 1817 إليها في العام م أثناء الحرب الأهلية في الولايات المتحدة الأمريكية.‏ 1861 وقد أظهرت الحرب الأهلية المذكورة الحاجة إلى المؤن الغذائية المحفوظة لإطعام الجيش، مما ساعد على انتشار م 1812 المعلبات في الولايات المتحدة، كما حدث في حرب عام في انجلترا، وأصبح وجود علب الأغذية المحفوظة على رفوف م.‏ 1895 دكاكين ومخازن البقالاتمألوفاً في أمريكا بحلول العام

إن الملاحظة توحي بالفكرة والفكرة تقود إلى التجربة وتوجهها، والتجربة تحكم بدورها على الفكرة، فالإنسان يجب أن يشاهد صحة رأيه أو خطئه في تجربته العلمية، فإن جاءت هذه العملية التجريبية موافقة للفكرة كانت الفكرة صحيحة وإلا فهي باطلة، لأن التجريب هو الوسيلة الوحيدة التي نمتلكها لنطّلع على طبيعة الأشياء التي هي خارجة عنا.

كلود برنارد

30

Made with FlippingBook Learn more on our blog