كتاب تكنو علم

جوستاف ايفل، إرادته تعتلي برجه أرفع مكان في العالم وأكثر الآثار جاذبية وخلودا وأكثرها معارضة في البداية من قبل الذين ظنوا

شركة (إيفل) للإنشاءات المعدنية والحديدية وأضحى إيفل أنجح مهندس للمباني في أوروبا.‏ أقام في البداية تمثال الحرية رمز الصداقة بين فرنسا وأميركا، وساهم بتصميمات الكثير من الجسور في العالم وعلى منضدته كان ينطلق المشروع

أن بناءه ضرب من الخيال، وهو حسب ما يقوله الزائرون لباريس: برج إيفل إحدى عجائب الإرادة والتصميم. إنه عبقرية مهندس لم يستسلم، تحدى المصاعب واستطاع أن يرفع علم بلاده في أعلى مكان من العالم آنذاك، فما حكاية هذا البرج الأسطورة؟‏

وراء المشروع، منها تصميم كوبري (جسر) بولاق القاهرة وعدد من الجسور في روسيا والبيرو والبرتغال.‏ م، اعتزل إيفل العمل وشرع 1894 وفي عام في إجراء تجاربه بشأن المحركات الهوائية، وكان لأبحاثه أهمية في إقامة أوائل ناطحات السحاب،‏ ولما بلغ التاسعة والثمانين، أعلن أنه سيعكف على تأليف الكتب وبعد عامين أتم ثلاثة كتب.‏ م كان إيفل على وشك 1923 وفي عام أن يرأس حفل عيد ميلاده الواحد والتسعين، فأحس بتعب شديد جعله يغادر الحفل، ومساء عانق أفراد أسرته وآوى إلى فراشه، وبعد اثني عشر يوماً فاضت روح المهندس العظيم، واسمه اليوم ليس

في منتصف العقد التاسع عشر أرادت الحكومة الفرنسية تنظيم معرض دولي في باريس بناء على اقتراح فريق من رجال الصناعة، وكان مما اقترحه إيفل إقامة برج من الحديد متراً ليكون رمزاً للمعرض، حاول بعضهم إعاقة 300 ارتفاعه المشروع، فمضى إيفل إلى وزير التجارة وبسط له المشروع، ومع ذلك لم تستطع الحكومة تمويل المشروع فعمد إيفل إلى رهن جزء من رأس مال شركته لتغطية النفقات.‏ مهندسا 40 م بدأ تنفيذ المشروع وعمل مع إيفل 1887 وفي عام ومصمماً، وخلال عامين نجحوا بوضع أجزاء البرج المصنوعة ألف قطعة، مثبتة بمشابك تبلغ 15 من الحديد وعددها مليونين وخمسمئة ألف مشبك.‏ ودُهش أهل باريس لأن البرج 300 كان أعظم مما كانوا يتصورونه وانطلقت العاصفة، فوقع من الكتاب والفنانين منشوراً يطلبون فيه هدم هذا الهول المخيف، لكن إيفل كان يبتسم ويقول (سيروقهم حين يتم).‏ طلقة 21 م كان البرج قد تم وأطلقت المدفعية 1889 وفي عام عندئذ قال إيفل: (الآن أصبح العلم الفرنسي يخفق فوق قطب م).‏ 300 ارتفاعه وكان إيفل في تصميمه قد قدر الارتفاعات الشاهقة ودوران الريح واندفاعاتها، وخلال أقل من عام واحد زار الهول المخيف مليونا شخص وصار البرج مصدر فخر لباريس.‏ انحدر جوستاف إيفل من أسرة غنية. كانت أمه قوية العزم تشك في نجاح ابنها وترى أنه لن يصيب من الشهرة شيئا،ً وكان يبتسم ويقول لها: (صبراً يا أماه سترين مني ما يسعدك) وكان أبوه ضابطاً في جيش نابليون، ساعد ابنه وشجعه بتأسيس

مقصوراً على البرج الذي يحمل اسمه، وإنما على آلاف المنشآت في أنحاء العالم والتي تدين بوجودها لعبقريته.

31

Made with FlippingBook Learn more on our blog