كتاب تكنو علم

ســـمـــاعـــة الـــطـــبـــيـــب، اختراع شائع

عمل لاينك على تطوير اختراعه هذا، حيث طور الأنبوبة الورقية الملفوفة على نفسها إلى أسطوانة خشبية يبلغ طولها قدم اختراعه م 1818 قدم، ولها أذينة مستدقة الطرف. وفي عام لأكاديمية الطب في الولايات المتحدة الأمريكية. وعلى الرغم من عظمة هذا الاختراع، إلا أن ردة فعل الأطباء جاءت مخيبة للآمال، حيث إن مجلة نيو انجلاند الطبية لم تذكر هذا الخبر إلا بعد ثلاثة أعوام من تقديمه للاختراع م، وفي وقت متأخر من عام 1821 لأكاديمية الطب، أي في عام م قال أحد أساتذة الطب: "إن كانت لديك آذان للاستماع 1885 فاسمع بهما ودع عنك السماعة"، حتى أن مؤسس جمعية القلب الأمريكية الدكتور كونور، كان يحمل معه قطعة من الحرير يضعها على صدر المريض ويضع أذنه عليها لسماع دقات قلب المريض مباشرة. وبعد التطور ومراحل التفكير الطويلة تبلور الابتكار لتصبح السماعة علىهيئتها الحالية، على يد آرثر ليرد وجوريا كمان في م، وهي عبارة عن "أذينيتين" مناسبتين لحجم الأذن، 1851 عام تتصلان بواسطة أنابيب مرنة من المطاط، تنتهي بجهاز رصد يعمل على تكبير ونقل أصوات القلب والرئتين، وعادة ما يكون لجهاز الرصد جانبين أحدهما مزود بجرس قليل العمق ذي إطار مطاطي يلتقط النغمات منخفضة التردد، وعلى الجانب الآخر غشاء يشبه غشاء الطبل يعزل الأصوات عالية التردد، ومنها ما يقتصر على جانب واحد فقط هو جانب الغشاء، ومنها ما تطور مع التكنولوجيا وأصبح مزوداً بجهاز تسجيل. ولا يمكن لأحد اليوم أن يقلل من أهمية تلك السماعة التي واجهت رفضاً واسعاً بادئ الأمر، حيث لا يمكننا تصور طبيب مهما كان تخصصه يستغني عنها في أي عملية تشخيصية، فقد أصبحت تقريباً لا يخلو منها عنق أي طبيب، حتى أنها أصبحت دالة للعاملين بهذه المهنة.

يروي الدكتور لاينك في أطروحته: م استدعيت لولادة فتاة تعاني من مرض بالقلب، 1816 " في عام وكانت طريقة الطُرق الدق واستعمال اليد عديمة الجدوى في البدناء، أما الطريقة الأخرى المتوفرة فهي السماع المباشر لدقات القلب، ولكنها كانت غير مقبولة نظراً لعمر وجنس المريض. وهذا ما حدث معي، حيث حال حياء تلك الفتاة دون سماعي لدقات قلبها بأذني، مما اضطرني لجمع معلوماتي البسيطة والمعروفة في مجال الصوتيات، والتي استذكرت فيها تجربة بسيطة كانت قد مرت أيام دراستي بالمدرسة، والتي تقول إن الصوت ينتقل من طرف قطعة خشبية عندما تحك بدبوس إلى الطرف الآخر عند الأذن. وفي الحال، طويت ورقة على شكل اسطوانة، ووضعت طرفها على قلب الفتاة وطرفها الآخر على أذني، وكانت المفاجأة أنني تمكنت من سماع دقات القلب بوضوح أكبر مما لو كنت استمع مباشرة ".

33

Made with FlippingBook Learn more on our blog