كتاب تكنو علم

جــوجــلــيــلــمــو مــاركــونــي، صاحب الراديو

نشأ عالمنا في الرفاه منذ نعومة أظافره، لكنه كثيراً ما كان يتعرض للسخرية من جانب أخويه غير الشقيقين في أي عمل كان، مما دفعته هذه السخرية عن أن يعقد العزم على أي عمل لكي يتمه ويبدع فيه، حتى لو يكلفه هذا كل مصروفه الضخم وساعات السهر الطويلة التي يقضيها في سبيله. جوجليلمو ماركوني المولود في (فيلا م، 1874 جرينون) في إيطاليا عام هو الابن الثالث لـلسنيور (جيوسبي ماركوني)، والابن الوحيد من زوجته الثانية السنيورا (آني) الإيرلندية الأصل، إذ أن له ولدين من زوجته الأولى هما (ليويجي وألفنسو). كان ماركوني يحب هواية صيد السمك كثيراً لأنه كان يحب أن ينفرد بنفسه عن الناس، ويفكر ويلاحظ ويستنتج في هدوء، خاصة في مجال العلوم التي تتعلق بالموجات الكهرومغناطيسية والميكانيكية، وكثيراً ما كان يقرأ الكتب المختصة، وكثيراً ما كان يعيد تجارب عالم الطبيعة الألماني «هنريخ هيرتز». وعندما أصبح في العشرين من عمره، م، ذهب مع 1894 وتحديداً في عام أخويه (ليويجي وألفنسو) لقضاء عطلة الصيف في جبال الألب، وفي ذات صباح استيقظ (ماركوني) من نومه وصاح «نعم.. هذه هي الفكرة.. لم لا أحاول نقل الإشارات الكهربائية من مكان إلى آخر دون استخدام الأسلاك.. نعم.. هذا ما سأفعله عندما أعود إلى البيت»، وعاد إلى النوم، ولكن بعد أن أزعج أخويه اللذين انهالا عليه بالضرب وهو نائم، وبعد انتهاء العطلة عاد الأخوة إلى البيت ليطلب ماركوني من أمه التي تفهمه كثيراً وتعلم ما

هي تطلعات ابنها الصغير، أن تهيئ له الغرفتين المتروكتين ليجعل منهما معملاً لتجاربه المقبلة، وبدأ «جوجليلمو» العمل ليل نهار في م، ولم تتجاوز تجارب البث التي نفذها حدود 1894 معمله الصغير عام م، قام ماركوني 1899 متر. وفي عام 100 محيط الحديقة أي حوالي بأول عملية بث راديو فوق بحر المانش من بريطانيا إلى فرنسا، بين م يقوم 1901 كم عن بعضهما، ليجد نفسه في عام 46 محطتين تبعدان بأول عملية بث فوق الأطلسي وبناء أكبر محطة بث آنذاك، حيث بلغت كيلو واط، وفي العام ذاته وتحديداً في التاسع من كانون 25 قوتها أول، كان على موعد ليكشف للعالم تجربة جديدة، حيث كانت الساعة تجاوزت منتصف النهار كما يروي ماركوني: «عندما وضعت السماعة على أذني وتناهت إلى مسمعي النقرات الثلاث التي تمثل الإشارات الموجزة برموز المورس التي تعني حرف «السين»، علمت بأننا قهرنا المسافة ولم يبق إلا تحسين أداء التلقي والبث»، ثم لتعلن صحيفة نيويورك تايمز عن الاختراع بعد ثمانية أيام وتصفه بأنه « أروع اكتشاف علمي في الأيام المعاصرة» هذه قصة ماركوني مع اختراع الراديو. نال ماركوني إضافة إلى جائزة نوبل للفيزياء التي توجت أعماله عام م عندما سمح اختراعه لسفينة تايتنك 1912 م مكافأة في عام 1909 شخص من ركاب 700 بإطلاق نداء استغاثة ما سمح بإنقاذ حوالي السفينة التي ارتطمت بجبل جليدي عائم. م توفي ماركوني تاركاً للعالم بأسره اكتشافاً يُعدّ من 1937 وفي عام كانون أول من كل سنة يبث المجلس 12 أعظم اكتشافات العصر. وفي الوطني للأبحاث تسجيلاً بصوت ماركوني تخليداً لذكراه.

44

Made with FlippingBook Learn more on our blog