كتاب تكنو علم

الدكتور مــــحــــمــــد عــــبــــد الــــســــلام نموذج مشرف بزغ نجمه في سماء الفيزياء، وأصبح من العلاقات التي يهتدي بها كل فيزيائي في العصر الحديث، من بلدة فقيرة في إحدى دول العالم النامي، استطاع أن يجد له مكاناً بين الكبار والعظماء، أكمل ما بدأه آينشتاين، وفتح الباب على مصراعيه لتوحيد نظريات الفيزياء. إنه العالم الباكستاني المسلم محمد عبد السلام. تدرج سلام كما يحب أن يطلق عليه بالمراحل التعليمية بتفوق ملحوظ، وعندما بلغ سن الرابعة عشرة من عمره اجتاز اختبار القبول بجامعة البنجاب بتفوق، وحصل على أعلى الدرجات، مما أهله للحصول على منحة جامعية حكومية، ومما دعا أهالي قريته إلى استقباله م 1944 بحفاوة وعندما عاد على دراجته من لاهور. تخرج عام من الجامعة، وبعدها بعامين حصل على درجة الماجستير في الرياضيات من جامعة البنجاب، ثم استطاع في العام نفسه الحصول على منحة دراسية بكلية سانت جون بجامعة كمبريدج لدراسة الرياضيات والفيزياء، وأنهى دراسته بحصوله م حصل سلام على درجة 1951 على المركز الأول، وفي عام الدكتوراه في الفيزياء النظرية، عن أطروحته في الديناميكا الكهربية الكمية التي أكسبته شهرة عالمية. قرر سلام بعدها العودة إلى وطنه ليساعد في نشر العلم ببلده، ولكن سرعان ما اكتشف صعوبة الاستمرار لضعف إمكانيات البحث العلمي، مما دعاه لقبول دعوة جامعة كمبريدج كأستاذ جامعي في الرياضيات. ولم يكن ترك سلام لوطنه هجرة بالمعنى الحرفي م مستشارا 1974 م - 1961 حيث عمل في الفترة الواقعة بين علمياً للرئيس الباكستاني. أنتج سلام أبحاثاً غزيرة كان من أهمها نسفه لنظرية البروتون والنيوترون وجسيمات لامدا، حيث تنبأ بوجود أسرة ذات مجال ثماني من الميزونات، والتي اكتشفت بعدها بستة أشهر فقط، وتكمن أهم أعمال سلام والتي حاز بها على جائزة نوبل، في التوصل إلى نظرية التوحيد بين القوة الكهرومغناطيسية والقوة النووية الضعيفة، كان هذا

التوحيد مجرد حسابات رياضية وتنبأت هذه النظرية بوجود قوتين لن تتوحدا إلا تحت طاقات حرارة هائلة جداً. وكان من Z نتائج هذه النظرية هو التنبؤ بوجود جسيم جديد يسمى والذي تم اكتشافه نهاية القرن العشرين بعد مصادمة بروتون ببروتون مضاد. ولاعتزاز سلام بوطنه فقد حضر حفل استلامه للجائزة بالزي الباكستاني التقليدي، وهو ما كاد أن يشعل أزمة دبلوماسية حينها.

65

Made with FlippingBook Learn more on our blog