أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

وقد تنازع أعضاء المؤتمر، خاصة كتله، حول مقاربة الانتقال والتأســيس للدولة تأسيسا صحيحا، فمن قائل بأن الانتقال ينبغي أن يكون وفق رؤية الثورة والثوار وأن يمضي إلى نهايته بدماء جديدة ومقاربة تغييرية شــاملة، ومن قائل بأن الانتقال يتطلب التسامح والعفو وإشراك الجميع وعدم إقصاءٍ، إلا من أقصى نفســه أو تورط في دماء الليبيين ونهب أموالهم، بل إن الفئة الأخيرة أصبحت مقبولــة لدى البعض للمشــاركة في التحول. ويمكن تقصّــي انحراف المؤتمر والحكومة المنبثقة عنه، عن المسار التأسيسي والانتقال السليم عبر النقاط التالية: . استم ارر المركزية وفشل مقاربة الإدارة المحلية 1 م، 2011 تفكيك المركزية كان من أكبر إخفاقات السلطات المتعاقبة منذ عام وبرغم إيلاء ملف المركزية والحكم المحلي اهتماما كبيرا، وصدور قانون الإدارة م، فإنه لم يؤسس لانطلاق صحيح للإدارة المحلية، 2013 عام 59 المحلية رقم وأدى التخبــط في تنفيذه إلى نتائج غير مرضية، فقد ظلت إدارة كافة الخدمات مركزية، واقتصر دور المجالس البلدية على نشاطات محدودة تعتمد في غالبها علــى تمويل تطوعــي، إذ لم يتم منح المجالس البلديــة اختصاصات، كما لم تســعف المخصصات الحكومية في تولي المجالــس جزءًا من إدارة الخدمات بشكل كفء. . الإخفاق في إعادة تأسيس الجيش والشرطة 2 تؤكــد الوقائع علــى الأرض أنه لم يقع تغيير إلى الأفضل فيما يتعلق ببناء المؤسســتين العســكرية والشــرطية، بل كان ارتباك المؤتمر والحكومة واضحا في مقاربتهما للتعاطي مع مفارقة الجيش والشــرطة والثوار، واســتمر المؤتمر والحكومة في تكرار الأخطاء، وكان تغيير قيادة هذه المؤسســات مؤشــرا على عجزهما في دمج الثوار وتفعيل عناصر الجيش والشرطة الذين يعدون بعشرات الآلاف. لقد أثبتت مقاربة إعادة البناء من الأعلى إلى الأسفل فشلها، ذلك أنها قد العنف الهيكلي مما يؤدي " تكون من بين أسباب تأجيج الصراع وقد تؤدي إلى

101

Made with FlippingBook Online newsletter