ويبدو أن غياب الرؤية الشاملة والإرادة الصادقة لدى السلطة التنفيذية أفسح المجال للمماطلة والتســويف والتطبيق المجتزئ للمصالحة، بمعنى إهمال مبدأ المحاســبة وجبر الضرر، ذلك أن الســلطة التنفيذية المنبثقة عن ملتقى الحوار الليبي منذ تشــكلها ظلت مندفعة في اتجاه المصالحة دون ذكر لجرائم وفظائع لم تقع إلا زمن الاستعمار الإيطالي مثلما وقع في مدينة بنغازي خلال السنوات العشــر الماضية من انتهاكات خطيرة وكذا ما وقع في مدينة ترهونة قبل وأثناء هجوم قوات خليفة حفتر على العاصمة من قتل بالجملة ودفن في مقابر جماعية لعوائل عددها بالعشــرات ولم يســلم منها لا شــيخ ولا طفل ولا حتى امرأة، وكذلك الجرائم التي تورطت فيها مجموعات مســلحة في العاصمة والمناطق . ((( م وتلك التي وقعت في الجنوب 2014 المجاورة منذ العام وبالمجمل، فإنه وبالنظر إلى شــروط تحقيق المصالحة والعدالة الانتقالية فإنه من العســير الجزم بأن المناخ السياســي والوضع الاجتماعي مهيّأٌ لتحقيق نتائــج إيجابيــة لجهود المصالحة وخطة العدالة الانتقاليــة، ذلك أن المصالحة : ((( الشاملة والعدالة الانتقالية تستلزم شروطا عديدة منها – . تطبيقها في شعبية رغبة وجود – . لتطبيقها حقيقية سياسية إرادة وجود – . السياسي الاستقرار – . الدولة لمؤسسات الأمنية السيطرة – . المسلح الصراع مرحلة إنهاء – الأطراف كل من بها ومعترف شــرعية صفة ذات حكومة وجود . الدولة في – . العدالة آليات تطبيق في الحكومة من حزم – . ومسؤولية وحزم بكفاءة الكبيرة للمهمة يتصدر ونزيه مستقل قضاء
جريمة جديدة تتكشف في ترهونة بعد العثور على جثث ثلاث أخوات، منظمة التضامن لحقوق ((( / https :// hrsly . com / 5558 م 2021 يناير/كانون الثاني 11 الإنسان، نفس المصدر السابق. (((
105
Made with FlippingBook Online newsletter