أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

الدولارات تعويضا عن ذلك والســماح للشــركات الغربية بالعودة والتحكم في مفاصل الاقتصاد خاصة قطاع النفط. لقد هز رضوخ القذافي الصورة التي رســمها في مخيال شــريحة واســعة من الليبيين للزعيم الشــجاع الذي يقارع الدول العظمى بكل بأس، فكان لهذا الانكسار أثره في النيل من هيبته والانتفاض عليه. م وإنه بالإمكان 2003 إن القــول باتجــاه وضع البلاد إلى الأفضل منذ عام الاستدراك على العقود العجاف فيه تبسيط مجحف يصل إلى حد التضليل؛ ذلك أن الاتجاه لم يكن إصلاحا يسهم في معالجة الواقع المتردي ويؤسس لاستقرار الذي ظهر في تلك الآونة كان " ليبيا الغد " دائم وتنمية مســتدامة، فإن مشــروع أقــرب إلــى عملية تجميل لصورة النظام وقد تم إيقافه بعد أن تحقق المنشــود وهــو إعــادة تأهيل النظام وإدماجه في المجتمع الدولي، وقد ظهر الوجه الآخر لفكر وســلوك نجل القذافي ســيف الإسلام الذي كان يقود ذلك المشروع وأنه ربيب الدكتاتورية ونموذج للتسلط والعنف وذلك في الأشهر الأولى للثورة، أما مشاريع التنمية فقد تأكد أن الفساد يتلبس بالكثير منها وأنها تفتقر إلى مقومات الاســتدامة. ولأن الإصلاح السياسي والحقوقي كان شكليا دون تغيير في عقل ، فإن الوضع لم يكن متجها إلى تغيير أو تقدم يتسم بالثبات والديمومة، ((( النظام ومن ثم فقد ظلت أسباب الثورة عليه متوفرة. وقد راكمت هذه العوامل مجتمعة حالة الشك الذي انتقل إلى سخط تراكم لعقود ليشكل وقودا لغضبة عارمة مثلت نفسها في الثورة. وسنتتبع في هذا الفصل الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي الليبي الذي ســبق تفجر الثورة وكان عاملا رئيســا في تطور الأحداث فيما بعد م. 2011 فبراير/شباط أولا: الواقع السياسي م وكانت البلاد تشــهد استقرارا 1969 وصل معمر القذافي إلى الحكم عام سياسيا وتتجه صوب التحول الاقتصادي والاجتماعي وفق هامش من الديمقراطية (1) Wehrey, Frederic " The Burning Shores: Inside the battle for New Libya " Farrar Straus and Group, New York ebook 2018 page 24

9

Made with FlippingBook Online newsletter