أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

والحريــات العامــة يمكن القول إنه كان مقبولا وقابلا للتطور، دون إغفال الأثر السلبي للتحديات التي واجهت تأسيس الدولة بعد الاستقلال والخلافات ذات الطابع الجهوي والسياســي حــول مواقف الملــك وأداء الحكومات المتعاقبة والعلاقة بالإنجليز والأمريكان. فبرغم الصلاحيات الواسعة التي تمتع بها الملك، والنفوذ الذي حظيت به الحاشــية، وأثر ذلك على المشاركة الشعبية وعلى المعارضة والرأي العام، فإن م أسس لمنظومة سياسية بآليات ديمقراطية، فالبرلمان 1951 الدستور الذي أقر عام كان منتخبا انتخابا شــعبيا، كما كانت الســاحة السياسية والفكرية تعج بالنشاط، ولم يؤد قرار الملك حظر الأحزاب إلى إلغاء الجماعات الفكرية والسياسية من المشــهد، فقد كانت التيارات الفكرية من إســ ميين بتعدد اختياراتهم، وقوميين بمختلف تكويناتهم، تعمل على الساحة ورموزها معروفة وتقوم بنشاطاتها على الملأ، كما كانت الصحافة الحرة نشــطة وتعمل بشــكل ملحوظ وتؤدي دورها باعتبارها ســلطة رابعة، ولم يحل التقدير الكبير للملك إدريس ســليل الحركة السنوســية التي يعود إليها فضل قيادة الجهاد ضد المســتعمر الإيطالي ثم ريادة الانتقــال نحو بناء ليبيا الحديثة دون انتقاده في مناســبات عدة ومعارضة بعض مواقفه في شــكل بيانات أو مظاهرات كما وقع في أحداث يناير/كانون الثاني م التي خرج فيها طلبة المدارس والجامعة الليبية محتجين على ما اعتبروه 1963 موقفا ســلبيا للملك تجاه الأحداث السياســية في المنطقة العربية، فكانت نتائج الصدام بين المتظاهرين والشــرطة سببا مباشرا لاستقالة الحكومة التي شُهِد لها ((( بتحقيق إنجازات كبيرة. م، ص 1966 دار الثقافة بيروت، " ليبيا الحديثة: دراسة في تطورها السياسي " انظر: خدوري، مجيد، ((( . ويذكر في هذا الصدد أيضا أن ليبيا دعمتزمن المملكة القضايا العربية وكان الموقف الليبي من 358 مقاومة الجزائريين للمستعمر الفرنسي مميزا وكذلك القضية الفلسطينية، ويأخذ القوميون في المنطقة العربية على الملك قبوله بالقواعد الأجنبية في البلاد، وكان موقف القاهرة زمن عبد الناصر ضاغطا على الملكمنخلال التأثير على الرأي العام الليبي، فعلىسبيل المثال حدث أن تغيب الملك إدريس م وصدر عن القمة قرارات أسهمت في 1963 عن القمة العربية التي انعقدت في ديسمبر/كانون الأول خروج مظاهرات في بنغازي وطرابلس، وواجهت الشرطة الطلاب المتظاهرين بالقوة وسقط منهم عدد بين قتيل وجريح، ولأن الملك رفضطلب رئيس الحكومة إقالة رئيس الشرطة أبوقويطين، فقد قرر رئيس الحكومة، محي الدين فكيني، الاستقالة.

10

Made with FlippingBook Online newsletter