أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

ســبقت الإشارة إلى القوانين التي تنظم تأسيس الأحزاب السياسية وتحدد مسؤولياتها وحدود نشاطها، وانتهت فترة زخم الأحزاب السياسية القصيرة، التي شــهدت تأســيس عشرات الأحزاب السياســية، إلى هيمنة حزبين على المشهد السياسي خلال فترة المؤتمر الوطني العام، لينفرد حزب العدالة والبناء بالنشاط السياسي الذي تأثر برؤية المنتظم الدولي فترة الانقسام السياسي وما بعدها حتى إطلاق المسار السياسي بعد هجوم حفتر على طرابلس وتشكيل السلطة التنفيذية م. 2021 في فبراير/شباط م تنطلق 2012 ولأن رؤية الأحزاب والقوى السياسية النشطة بعد انتخابات من المنافسة والسعي للوصول إلى السلطة، وهو ما لا يتوافق وطبيعة الأزمة الليبية والواقع السياسي والاجتماعي والثقافي للمجتمع الليبي، فقد انحرفت الأحزاب السياســية عن مسار الانتقال والتأسيس، ودخلت في استقطاب واصطفاف راكم عوائق أمام الانتقال ومهد للصراع الذي لا تزال آثاره باقية إلى اليوم. الممارســة الحزبية التي شــابها الكثير من التشوهات فكانت محل تضخيم من قبل الخصوم السياسيين، قادت إلى نفرة عامة من العمل الحزبي، فأجريت م بعيدا عن الأحزاب السياســية، فكان أن حلت 2014 انتخابــات البرلمــان عام الجهويات والمناطق والقبائل محل الأحزاب، لتتشكل كتل هي أشبه بالأحزاب إلا أنها لم تبن على أسس حزبية ولا تتحمل مسؤولية العمل الحزبي ولا تتقيد بفلسفته وضوابطه. وتمر السنوات ويستقبل الليبيون انتخابات برلمانية ورئاسية كان من المفترض م، وهم أبعد عن الثقافة السياســية الحزبية، وأفقر إلى 2021 أن تعقد نهاية عام الوعي بدور الأحزاب في الانتقال الديمقراطي والبناء المؤسسي، بوصفها قاطرة التعبئة السياســية والاجتماعية للدفع بالمسار الديمقراطي إلى الأمام. إذ لم تقع احتجاجات قوية على قرار مجلس النواب إقصاء الأحزاب من السباق الانتخابي، وبقيت المعارضة محتشمة وكان يمكن أن تجرى الانتخابات البرلمانية بعيدا عن حضور الأحزاب لولا تعثر العملية الانتخابية. والمتتبع للأدبيات التي تعنى بالشأن الليبي يجد فيها شحا كبيرا في التوعية بمتطلبات الانتقال الديمقراطي ودور الأحزاب في هذا الانتقال، ولا تزال النخبة

113

Made with FlippingBook Online newsletter