أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

. ((( الكشف عن عشرات المقابر الجماعية دليل إدانة قوي في هذا الصدد زد علــى ذلــك الموقف من الجرائــم التي وقعت في مدن الشــرق ضد أشــخاص لم يثبت أنهم تورطوا في أعمال مخالفة للقانون أو تلك التي يمكن وصفها بالإرهاب، إذ لم يقدموا لمحاكمة ولم يعط لهم الحق القانوني في الدفاع عن أنفســهم، حيث تمت تصفيتهم وإلقاء جثثهم في مكبات القمامة، وما وقع لشخصيات بارزة مثل النائبة سهام سرقيوة والمحامية حنان البرعصي، يمر دون إدانة من الجمهرة الكبيرة التي ناصرت حفتر وعملية الكرامة. هــذه النخبة بتنوعها بين ليبراليين وإســ ميين، نذروا حناجرهم وأقلامهم باجتهــاد للتصدي للانتهــاكات التي وقعت وتقع في الغــرب الليبي، ولاحقوا ودار الإفتاء والمفتــي بانتقاداتهم الحادة، وقد " المليشــيات " حكومــة الوفاق و صدقــوا فــي العديد من الوقائع التي ذكروها، إلا أنهم لم يصدقوا في دوافعهم، ذلك أن حناجرهم صمتت ومداد أقلامهم جف أمام الممارســات المثيلة التي وقعت في الشرق وتورط فيها حفتر أو المجموعات المسلحة التي تغطت بدثاره أو المفتون خاصة من المنتسبين للتيار السلفي. فمــا من واقعة وقعــت في الغرب الليبي، خاصة فــي العاصمة طرابلس، ومثلت تحديا لســلطة الدولة، أو اســتيلاء على المال العام، أو انتهاكا صارخا لحق المدنيين في الحياة والعيش الكريم والتعبير عن آرائهم، أو الزج بالدين في تفسير ما يقع من أحداث، وهي كثيرة بلا شك، إلا وكان لها مثيل في الشرق، خاصــة فــي بنغازي، إلا أن النخبة الموالية لحفتر وللجيش الخاضع له احتجت بقوة على ما يقع في الغرب وفي العاصمة وجعلت من تلك الوقائع مادة للدعاية السياسية ضد من وقعوا فيها، وتجاهلت كليا شبيهاتها في الشرق وفي بنغازي، لتقع في ازدواجية مقيتة كانت عنوانا عريضا لمرحلة الانقسام. لهذا فإنه ليس من قبيل المبالغة القول إن أزمة أزمات الانتقال الديمقراطي في منطقتنا العربية عامة، وليبيا لم تكن استثناءً بل مثالا حيّا، هي زيف دعاوى الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان عند قطاع كبير من النخبة الليبرالية التي نوفمبر/ 14 نائبا يستغربون الصمت الدولي إزاء المقابر الجماعية في ترهونة، وكالة الأناضول، 55 (( ((( shorturl . at / lIPY6 م 2021 تشرين الثاني

137

Made with FlippingBook Online newsletter