أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

لا تتأخــر في قلــب الموازين والانقلاب على آرائهــا التحررية عندما لا يكون الرهان الديمقراطي في صالحها، أو يكون خصمها الإسلامي أو الديني حاضرا في المشهد. إنّ التوصيف الســابق لا يبرّئ النخبة من الإســ ميين وغيرهم في الغرب الليبي من التجاوزات التي كان لها أثر ســلبي بل وخطير على المسار السياسي م، كما 2014 والانتقــال الديمقراطــي منها رفض نتائج انتخابــات البرلمان عام وقعوا في ازدواجية المعايير بتســليط الضــوء على جرائم وانتهاكات خصومهم وإغفال ما ارتكبه حلفاؤهم. . ليس حفتر وحده 3 ليــس من قبيل التضليل القول إن خليفة حفتر لا يتحمل وحده مســؤولية م، وما تبعها من فوضى أمنية وحروب 2014 التوجه الفكري والسياسي لما بعد مستعرة، فما كان يمكن لحفتر أن يتوسع في قرارته المتعلقة بالحراك لعسكري ونقل القتال من مواجهات مباشــرة بالســ ح الخفيف والمتوسط خلال الأشهر الأولى من حملته العسكرية في بنغازي إلى حرب مفتوحة وطويلة الأمد ويتحرك بها من بنغازي إلى درنة ثم الجنوب ومنه إلى طرابلس ومدن الغرب الليبي، وما ترتب على كل ذلك من آثار مدمرة في الإنســان والعمران ومن تقطيع للحمة المجتمع الليبي، لولا التأييد الشعبي من داخل بنغازي ومن المدن المحيطة بها، وطلب الدعم من الجنوب وحث قبائل ومناطق في الغرب لتكرار تجربته عندهم. قد يُفهم موقف النخبة وشــرائح واسعة من الرأي العام الذين أيدوا خليفة حفتر على خلفية ما وقع من رعب كان عنوانه انفلاتًا أمنيّا تمظهر في التفجيرات المتكررة وتصفية المئات من الضباط والنشــطاء السياســيين في بنغازي خلال م، إلا أن قطاعًا من النخبة والنشــطاء تعمدوا تضليل الرأي 2014 - 2012 أعوام العام لتمرير غايات سياســية وأيديولوجية، والكثير منهم انقادوا بحســن نية ولو وراء الدعاية السياســية ولم يدفعوا باتجاه يحقق الغاية وهي " عمياني " بشــكل مواجهة الرعب الأمني دون توريط البلاد في مشروع سياسي غايته التفرد بالقرار واستخدام كل ما هو ممكن من عنف وإقصاء لإنجاحه، لينتهي بهم الوضع إلى ما هو أسوأ مما وقع وذلك بإقرار العديد منهم في تعليقهم على الوضع الأمني

138

Made with FlippingBook Online newsletter