أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

المخيــف الذي واجهتــه بنغازي بعد انتصار عمليــة الكرامة في حرب بنغازي وسيطرت الموالين لحفتر على المدينة. ومــن هنا يمكــن القول إن خليفة حفتر نجح في نقل جزء من مســؤولية الحرب وتبعاتها السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الأخلاقية إلى البرلمان وإلى قطاع واسع من الرأي العام بمختلف مكوناته، وإلى شريحة واسعة من النخبة بكافة أطيافها وأوزانها السياســية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، وإلى المكونات الاجتماعية من قبائل ومناطق، فالدعم الواسع والتأييد المحموم الــذي حظيت به عملية الكرامة يجعل المســؤولية عن النتائج الخطيرة المترتبة عليها تقع على المجموع العام المؤيد والنخبة منهم خاصة. ولتسليط الضوء أكثر على أسباب التأييد الواسع الذي لقيه حفتر بعد إطلاق عملية الكرامة وأثناء الحرب في بنغازي وما بعدها، يمكن القول إن عوامل عدة تتداخل لتفسر بعض هذا الدعم، وإن أسبابا جلية توضح لماذا استمر التأييد برغم كارثية النتائج وخطورة التداعيات، وهي كما يلي: - الاعتقــاد الجازم بأن خليفة حفتر جــاء ليواجه تطرفا دينيا ومجموعات إرهابيــة أصبــح خطرها مرعبا للرأي العــام، وأن خطر هؤلاء ماحق ويهون في سبيل القضاء عليه فعل أي شيء، وقد ساهم في الوصول إلى هذه الدرجة من اليقين ليس فقط الإعلام المحلي وأخطاء منتسبين لمجلس شورى ثوار بنغازي كما سبقت الإشارة إليه، بل كان لردود الساحة الإقليمية، وبالتحديد ممارسات تنظيمات متشددة، وما وقع في مصر بعد إسقاط الرئيس المنتخب أثر مباشر في تشكيل هذا الموقف. - الاعتقــاد الجــازم بأن الحاجة لبناء الجيش هــي مرادف للحياة والأمن والأمان، وأن خليفة حفتر هو المؤهل للقيام بهذه المهمة الخطيرة والكبيرة بعد م، وبعد أن ســاد 2011 الإخفاق فيها من قبل الحكومات التي تعاقبت منذ عام اعتقاد بأن الثوار لا يريدون جيشا ويسعون لمنع تشكله حتى يخلو لهم الميدان. - غياب البدائل والافتقار إلى مبادرات ســلمية أو أمنية منضبطة لمواجهة الفوضى الأمنية وتفكك الدولة سواء في بنغازي حيث خرجت عملية الكرامة أو في غيرها من المدن، وقد أسهم في ذلك عدم قدرة قطاع كبير من الرأي العام

139

Made with FlippingBook Online newsletter