أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

على استيعاب جدوى أو فاعلية أي بدائل غير القوة، وفي مقدمة هؤلاء شريحة واســعة من الفاعلين السياســيين والمثقفين والنشــطاء، ويعود هذا الاستسلام الســريع للخيار العسكري العنيف إلى الظروف السياسية والثقافية التي حكمت تشــكيل العقل الليبي خلال العقود المنصرمة، وإلى أخطاء وممارسات تورطت . 2011 فيها القيادات السياسية التي تصدرت المشهد منذ فبراير/شباط - الخطاب المركز والدعاية المبرمجة لمشروع الثورة المضادة وفر الدعم الشعبي وأوهم الرأي العام بالقدرات الخارقة لحفتر وبأنه يتجه إلى تأسيس جيش قوي يحمي الحوزة ويدافع عن الدولة ومؤسســاتها وهو الضامن لأمن الليبيين وأنه قادر على إنجاز تلك المهام سريعا، فالجيش، وفق الدعاية المبرمجة، دائما يســيطر كليا والحســم مسألة ســاعات أو أيام معدودات في كل الحروب التي أججها والرأي العام يصدق، لأنه يخشــى من مواجهة الحقيقة ويســكن إلى ما ألفه وتعود عليه لعقود من الزمن. - الأزمة الفكرية والجمود السياسي اللذان كان لهما انعكاسات عل خطاب وممارسات الأطراف المناوئة لحفتر. ففي بنغازي حيث البداية، كان بعض مواقف وممارسات مجلس شورى ثوار بنغازي ذا أثر سلبي في الصراع ومنها البيان رقم الذي تكوّن آنذاك من أعيان " مجلس شــورى بنغــازي " الذي قوض مبادرة 19 ونشــطاء من جميع المكونات الاجتماعيــة في المدينة في محاولة لملء الفراغ بعد المواجهات التي خســر فيها حفتر في بداية إطلاق عملية الكرامة، يضاف إلى ذلك فشل مجلس شورى الثوار في التواصل مع الرأي العام بخطاب عقلاني يرد بشكل مباشر وموضوعي على كافة الاتهامات والشبهات وفي مقدمتها ملف الاغتيالات، وملف القتل المروع الذي يأخذ شــكل الذبح بحيث ترســخ هذا في ذاكرة الرأي العام، فأوصل هذا الفشــل إلى الاعتقاد بأن عناصر المجلس، خصوصا منتسبي أنصار الشريعة، بالفعل متورطون في هذه الجرائم. ويضاف إلى ما ســبق فشــله في طرح وترويج رؤية مقبولة للخروج من الدائرة المفرغة التي تجاوز عمرها ثلاث سنوات. وينسحب ذلك على الفواعل السياسية والاجتماعية والعسكرية في الغرب التي ظلت مشلولة وتاهت في خضم الخلاف والنزاع ولم تفلح في المساهمة في

140

Made with FlippingBook Online newsletter