أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

ترتيب الوضع الأمني في العاصمة، ووقف تغول وفســاد المجموعات المسلحة وداعميها فكان ذلك مبررا لشــن الهجوم عليها وتأييد قطاع من ســكانها لهذا الهجوم. - ضيق أفق النخبة الطليعية التي انتسب معظمها إلى التيار المدني الليبرالي وتبرمهــا مــن وجود الآخــر النقيض الفكري والسياســي وتورطهم في خطاب وممارسة تصادم قناعتهم الفكرية التحررية. - غياب أي جهد أو مسعى محايد من المبرزين ممن لا يناصرون أطراف الصــراع لأجــل التحذير من مخاطر الحرب الراهنة، وإبراز آثارها الخطيرة التي تتعدى خراب العمران إلى تشويه الذاكرة وتكريس الكراهية وتجذيرها إلى درجة أن صار كل شيء مبررا لدى طرفي النزاع لأجل النيل من الآخر وتحقيق النصر عليه. فبرغم خطورة الوضع، وبرغم اســتفحال الاستقطاب والاصطفاف، غاب الصــوت الثالث والخيار الثالث فلم تظهر جهود مدعومة من أطراف ومكونات سياســية أو اجتماعية أو مجتمعية، أو مســاع يشرف عليها كل من سبق ذكرهم، لأجــل طرح بديل يوقف الدمــار ويتصدى لماكينة الموت التي حصدت أعدادا كبيرة من المتقاتلين والمدنيين في الشرق والجنوب والغرب وخلفت آثارا ستبقى في ذاكرة الليبيين دهرا، ويمنع الانزلاق إلى قطيعة اجتماعية تمهد للانقسام. . الموقف الدولي من حفتر وعملية الك ارمة 4 تأثــر الموقــف الدولي من حفتــر وعملية الكرامة بعيــد إطلاقها بالمناخ السياسي والوضع الأمني في البلاد، ويمكن القول إن الموقف الأمريكي، الذي يؤثر بدرجة كبيرة في مواقف جُل العواصم الأوروبية، انقســم بين موقف مؤيد وفــق مقاربة الانتفاع دون وقوع ضرر، وهي رؤية المخابرات الأمريكية ووزارة الدفــاع، بالذات لجنــة العمليات الخاصة، التي ترى في حفتر فاعلا في مقاومة الإرهاب والتطرف، وموقف متردّد حيث ترددت الخارجية الداعمة للاســتقرار السياسي وللمؤسسات الشرعية التي حاول حفتر الانقلاب عليها، في دعم عملية . ((( الكرامة

(1) Wehrey " The Burning Shores " previous reference page 111

141

Made with FlippingBook Online newsletter