أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

خليط من الرافضين لثورة فبراير وآخرين من ذوي الاتجاه الليبرالي أو الجهوي ومقاطعة أنصار تيار الثورة لجلســاته، أن كل ذلك أسهم في تورط البرلمان في أخطــاء كبيرة. ولقد كان للضغوط التي مارســها حفتر أثرها في مضاعفة هزال البرلمان حتى صار يعقد جلســاته دون النصاب القانوني، والخطير أنه تم اتخاذ قرارات وإصدار قوانين بحضور أقل من خمسين عضوا في مقابل نصاب قانوني م وحتى التئام البرلمان 2017 يتجاوز تسعين عضوا، وصار هذا أمرا مألوفا منذ عام م. 2021 بعد التسوية السياسية في مارس/آذار أحداث عدة كشفت أن عشرات من أعضاء البرلمان اتجهوا اتجاها توافقيا ولديهم نية لدعم المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني، إلا أن انحياز رئاسة البرلمان لموقف معارض لهم وداعم لحفتر جعل صوتهم، وهم الأغلبية، خافتا وموقفهم ضعيفا، إذ لم يفلحوا في عقد جلســة بنصاب مع أن عددهم يســمح برغم أنهم يميلون لهذا ((( بذلــك، كمــا أنهم لم يقدموا على إقالة عقيلــة صالح الاتجاه. تشــتت البرلمان وتفرد مجموعة قليلة بقيادة رئيســه ظهر مع الخلاف على الاتفاق السياسي واعتماد الحكومة التي شكلها المجلس الرئاسي، فقد نجحت أقليــة مــن الأعضــاء مرات عديدة في منــع الأغلبية من عقد جلســة صحيحة للتصويت على الحكومة. وعندما لم تنجح جهود الأغلبية في التصويت لصالح الحكومة، اكتفى المؤيدون لها من أعضاء البرلمان بالتوقيع على عريضة مُهِرت بأســماء أكثــر من مائة عضو، وهو ما يفوق النصــاب، إلا أن العريضة لم تكن كافية لتمرير قرار برلماني بهذا الخصوص. وطرحت بدائل لالتئام البرلمان خارج طبرق حيث اقتُرحت مدينة غدامس فــي أقصى جنوب غرب البلاد، كما ســعى بعض الأعضاء للتنســيق لجلســة للبرلمان في تونس وذلك لتوفير مناخ مريح وغير ضاغط للتصويت، لكن باءت هو مستشار في المحاكم الليبية من مدينة القبة شرق بنغازي، وقع انتخابه رئيسا لمجلس النواب ((( م وظل رئيسه حتى وقت تأليف هذا الكتاب، وفشلت كل محاولات إقالته، 2014 في أغسطس/آب ويحمله قطاع واسع من الليبيين خاصة في الغرب مسؤولية الكثير من الأزمات التي شهدتها البلاد م. 2019 خاصة العدوان على العاصمة عام

148

Made with FlippingBook Online newsletter