. انقسام المؤسسات العامة الكبرى 4 م بين عملية فجر ليبيا وعملية الكرامة 2014 الصــراع الذي احتدم منذ عام والأجســام السياسية الرســمية في الشــرق والغرب، وما نجم عنه من انقسام، انعكس ســلبا على إدارة المؤسســات العامة. ولأن تتبع أثر الانقســام السياسي على أداء مئات المؤسســات العامة يتطلب جهدا لا تســعف هذه الســانحة في تغطيته، فإن عددا من المؤسسات السيادية والكبرى يمكن أن يكون مثالا لتقييم تداعيات الانقســام وتقييم السياســات العامة التي اتبعت بخصوص إدارتها، وما ترتب على تفرد مســؤوليها بالقرار من تداعيات. فقد كان المصرف المركزي، والمؤسسة الوطنية للنفط، والمؤسسة الليبية للاستثمار من أهم المؤسسات العامة التي ثار جدل كبير حولها وتأثرت بدرجة كبيرة بالصراع والانقسام، مع التأكيد على تفاوت درجة الجدل حولها والضرر الواقع عليها. كان المصرف المركزي في بؤرة الصراع، فهو الخزينة أ. المصرف المركزي: العامــة للدولة، والتحكم في إدارتــه يعني التحكم في الموارد المالية الضخمة، لهــذا كان الجدل حول محافــظ المصرف المركزي، الصّدّيق الكبير حادّا جدّا، ولم يكن أداء المحافظ هو العامل الرئيســي في الحملة الكبيرة التي شُنّت عليه من قبل رئاسة البرلمان وأنصاره وأنصار حفتر، إذ لم يكن أداء محافظ مركزي الشرق فترة الانقسام أفضل من ناحية التجاوزات، فدافعهم سياسي بامتياز. غير أن تســييس الموقف من محافظ المصرف المركزي بطرابلس لا ينفي وقوعه في أخطاء وتجاوزات كان لها أثرها المباشر على الواقع الاقتصادي وبررت الحملة ضده، مع تأكيد أن للمحافظ إنجازات مهمة في مقدمتها المحافظةُ على الاحتياطي من العملات الأجنبية كما أكد ذلك تقريرُ المراجعة والتدقيق المالي الذي أشــرفت على إعداده البعثة الأممية والذي أظهر أن الاحتياطي من النقد منذ عام % 8 الأجنبي لدى المصرف المركزي في طرابلس انخفض فقط بنســبة ، ومنعُ اســتخدام الرســوم المفروضة على بيع النقد الأجنبي في أوجه ((( م 2014 الإنفاق المختلفة كما أرادت حكومة الوفاق ووزارة المالية، وكذلك منعُ السيطرة http م //: 2021 يوليو/تموز 8 البعثة تنشر فقرات من تقرير المراجعة المالي للمركزي، الوسط، ((( alwasat . ly / news / libya / 326006
150
Made with FlippingBook Online newsletter