أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

إلا أنه لم يكتف بما تحقق له من مكاســب، لأنها ببســاطة لا تحقق طموحه، ولأنها جاءت عبر ضغوط إقليمية دولية من دول حليفة صارت تشــعر بالحرج من استمرار دعمها لحفتر ضد الحكومة الشرعية التي قدمت لحفتر وحلفائه ما يشتهون بدون قيود أو تحفظات. من جهة أخرى، فإن مرونة الســراج وتنازلاته الكبيرة لصالح حفتر لم تلق قبولا واسعا من أطراف فاعلة على الأرض، وأصبحت مادة تأجيج ضد السراج نفســه، إذ إن معظم الكتائب والمجموعات المســلحة في العاصمة لا تقبل بأن يستأثر حفتر بالقرار الأمني والعسكري، وحفتر يدرك ذلك ويعلم أنه بدون عمل عسكري كاسح لا يستطيع أن يسيطر على مقاليد الأمور في العاصمة. الأهم من ذلك هو أن خليفة حفتر وجد ثغرات عدة ضمن المنتظم الأمني والعسكري في العاصمة، ووصلته إشارات واضحة من مكونات اجتماعية مهمة فــي بعض مدن الغرب تؤكد له اصطفــاف مجاميع مهمة فيها إلى جانبه جعلته يوقن بأن السيطرة على طرابلس ستكون أشبه بنزهة وأنها لن تكون حربا ضروسا. خامسا: الهجوم على العاصمة.. الهزيمة والتداعيات الدعم السياســي والمالي والعسكري الهائل الذي حصل عليه حفتر، أمام ضعــف وارتباك حكومة الوفاق وتخبط موقفهــا وهزاله في مواجهة عناد حفتر وتوســعه، جعله يتقدم بخطى حثيثة نحو توســيع نفوذه في مناطق خارج الشرق بــل وضمــن نفوذ حكومة الوفاق بحكم القرب الجغرافي، فدخلت قوات حفتر إلــى الجنوب وتحالف حفتر مع بعض المكونــات الاجتماعية هناك فصار هو المسيطر، ثم حرك أنصارا له في شرق وغرب وجنوب غرب العاصمة فصارت مدن كترهونة وصبراتة وصرمان والأصابعة وبعض الفواعل العسكرية في الزنتان والرجبان، صارت كلها موالية له ونجح في تعبئتها ضمن خطته لاجتياح العاصمة. . تحرك قوض السلام وأفشل المسار السياسي 1 كان من مفارقات الهجوم الذي شنه حفتر على العاصمة أنه وقع قبل أيام قلائل من عقد مؤتمر غدامس الذي رعته البعثة الأممية وكان من المفترض أن يضم كل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي الليبي.

163

Made with FlippingBook Online newsletter