أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

ولأن الاهتمــام الدولــي بهذه المحطة السياســية كبير، فقد قدم إلى البلاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش سعيا منه لإعطاء زخم لهذا الملتقى وإظهار مدى الاهتمام الدولي به ودعمه له. وفي هذه الأثناء وأمام هذه التطورات كم جنوب غرب 100 المهمة زحفت قوات حفتر فاجتاحت مدينة غريان، نحو العاصمــة، وتقدمت صــوب طرابلس لتتمركز على بعــد بضعة كيلومترات من مركزها. اتجــه غوتيرش إلى الرجمــة والتقى بحفتر رغبة منه في أن يوقف هجومه ويقبــل بالمفاوضــات بديلا عن العنف، إلا أنــه رفض، وأصر على المضي في الاقتتال، وحاول طمأنة الأمين العام بأن العملية لن تطول وأن قواته ستســيطر على طرابلس خلال أيام قليلة. . موقف الطيف السياسي الليبي من الهجوم 2 يمكن القول إن اتفاق الصخيرات، برغم المعارضة الواسعة له، قفز بالمشهد السياسي الذي تشكل بُعيد الثورة إلى الأمام باتجاه درجة من الامتزاج والاندماج في الموقف بين الخصوم بل حتى الأعداء، حيث تقلصت المسافة بين فريق من أنصار ســبتمبر وأنصار فبراير، أو ثلة من أنصار ســبتمبر وأنصار الكرامة، وبين أنصار الكرامة في الشرق ومعارضيها في الغرب. وحتى صبيحة الهجوم على العاصمة كانت نخبة من السياســيين والنشطاء من أنصار حفتر يتحدثون عن الســ م والتوافق ويؤيدون مبادرة مؤتمر غدامس ويعبرون عن تفاؤلهم به. وما إن جاءت الأخبار ببدء الهجوم حتى انقلبوا على أعقابهــم وانزلقوا إلى هاوية تأجيج الصراع. ويذكر المؤلف أنه كان قبل يومين من الهجوم على الهواء على شاشــة إحدى الفضائيات الليبية مع عضو مجلس النواب عن تاورغاء، جاب الله الشيباني في حديث عن مؤتمر غدامس، وكيف يمكن أن يكون المؤتمر منعطفا مهما لصالح التوافق والمصالحة والاســتقرار، وإذ به في مقابلة مماثلة عشــية الهجوم متحمس للعملية العســكرية مدعيا أنها السبيل الوحيد لإخراج البلاد من أزمتها!! ويمكن القول إن حرب طرابلس أعادت الخارطة السياسية إلى سابق عهدها

164

Made with FlippingBook Online newsletter