أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

شباط من نفس العام غير أنها لم تقدم أساسا دبلوماسيا قويا يفرض وقفا لإطلاق النار، ولم يســتجب حفتر لكلا المبادرتين، ويبدو أن القاهرة وأبوظبي لم تجدا ما يضمن تحقيق مصالحهما فكان لهما رأي مخالف وهو ما 1 في مقررات برلين جعل خليفة حفتر يستمر في حربه، إلا أن مضاعفة تركيا لحضورها في الصراع وتكبيد القوات المهاجمة خسائر فادحة قلب الطاولة على حفتر وحلفائه. هزيمــة حفتــر لــم تقتصر على الأثر العســكري والأمني، بــل كانت لها ارتدادات سياسية واجتماعية من المحتمل أنها أثرت نسبيا على نفوذه في معقله في الشــرق، ولدرء هذا التهديد اتجه حفتر وحلفاؤه إلى القبول بالجلوس إلى طاولة المفاوضات. سياسة الهجوم التي اتبعها الحلف الذي خطط ودعم الحرب على العاصمة الليبية انقلبت إلى دفاع، وظهر الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام حشود عسكرية ، ((( كبيرة بالقرب من الحدود الليبية المصرية ليعلن عن اعتبار سرت خطا أحمر وكان للموقف المصري ما يبرره بالنســبة إلى الفواعل الدولية، وتفهمت أنقرة الوضــع وقبلت بما تحقق لها من مكاســب واعتبرتها كافية للمناورة والضغط، فكان أن تمترس الطرفان حول مدينة سرت شرقا وغربا. حالة التدافع السياســي في أعقاب التطورات العسكرية والأمنية المتسارعة فرضت نوعا من الجمود على خطوط التماس بين قوات بركان الغضب وقوات حفتر عند مدينة سرت، ولقد تلقفت البعثة الأممية بقيادة ستيفاني ويليامز، التي كانت تشــغل منصب القائــم بالأعمال بالنيابة في الســفارة الأمريكية في ليبيا، وبدعم لا شــك فيه من واشــنطن، تلقفت الفرصة وســعت إلى تحقيق اختراق وتوجيه الأحداث من الجبهات العسكرية إلى ساحات التفاوض السياسي. بالفعــل حققــت البعثة اختراقا مهما من خلال جــذب الجميع إلى طاولة المفاوضــات، ونجحــت فــي تفعيل مســارات التفــاوض السياســي والأمني والاقتصادي، التي كانت متعثرة منذ نحو أربع سنوات، فكان أن شهدت المرحلة تسوية سياسية واتفاقا جديدا.

(1) https://www.youtube.com/watch?v=TwCAyQ3d3bc

172

Made with FlippingBook Online newsletter