أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

الخلاصة اتجاهــات ومصالح الأطراف المتنازعة فتــرة المؤتمر الوطني العام قادت إلى انقســام سياسي ومؤسســاتي حاد خاصة بعد انتخاب مجلس النواب، وجر هذا الانقســام المجتمع الليبي إلى اصطفافات حركتها غايات سياســية ومصالح خاصــة ونزوعات جهوية وقبلية ومناطقية، فكان عنوان هذه المرحلة الصدمات المســلحة والقطيعة المجتمعية وتعاظم نفوذ المجموعات المســلحة في الغرب والشــرق، وبــروز حفتر وتحوله إلــى رقم صعب خاصة في المنطقة الشــرقية وصارت طموحاته العائق الأكبر أمام التوافق. ولقد فتح النزاع الحاد بين جبهتي الشــرق والغرب المجال لتعاظم الدور الدولي في الشأن الليبي وراهنت أطراف إقليمية ودولية على المشروع العسكري وعرابه حفتر الذي قاد إلى الهجوم على العاصمة وانتقال النزاع الليبي إلى مرحلة جديدة من التأزيم. الخلل الذي وقع في معادلة التوازن الدولي والإقليمي في منطقة الشــرق الأوســط بعد بروز روســيا وتركيا على ســاحة الصراع في المنطقة، خاصة في سوريا وليبيا، دفع الغرب بقيادة واشنطن إلى التحرك لوقف تمدد هاتين القوتين، خاصة المد الروســي، فكان أن تمهدت الطريق لجولة جديدة من المفاوضات والتوافقات كان ثمرتها إعادة تشكيل السلطة التنفيذية. ولأن الأجســام الرئيسية متنازعة، وهي مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولــة وقيــادة الجيش التابعة للبرلمان، فقد انتكــس الاتفاق ودخل في دهليز التأزيــم، وتعلق الداخل والخارج بالانتخابات التي اتفق على أن يكون موعدها ديسمبر/كانون الأول علها تغير المشهد وتؤسس للسلام والاستقرار. 24

173

Made with FlippingBook Online newsletter