أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

وسنبحث في هذا الفصل أحداث ووقائع اندلاع الثورة، وردود الفعل على الصعيدين الداخلي والخارجي إلى أن سقط النظام وانطلقت مرحلة التأسيس لما بعد الثورة. أولا: الش اررة الأولى وأصداؤها في الداخل ذكرنــا أن مــا وقع في تونس ومصر كان ملهما لليبيين للثورة على القذافي ونظامه، لكن لا يمكن قراءة وتفسير توقيت اندلاع الثورة دون الإشارة إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي، واختيار تاريخ له علاقة بحادثة انتفاض غير مبرمجة ضد النظام، وهي المظاهرة التي وقعت ببنغازي في السابع عشر من فبراير/شباط م، والتي ســقط فيها ضحايا بعد أن تحولت بعض شــعاراتها من التنديد 2006 بالرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، إلى مهاجمة النظام الحاكم. لقد سهل الفيس بوك نشر فكرة الخروج يوم السابع عشر من فبراير/شباط، خصوصا " البنغازية " وشكلت رمزيةُ التاريخ وما تركز في الذاكرة الليبية عموما و حافزًا لمجاراة ما وقع في تونس ومصر. غير ((( جــراء حادثــة القنصلية الإيطالية أن هناك حدثًا له علاقة بالدوافع التي ســبق استعراضها في الفصل الأول، وهو 1269 الموقف الصلب لأهالي ضحايا مجزرة سجن بوسليم التي راح ضحيتها ســجينا، كان بداية الانتفاض، وقد وقع قبل الموعد المقرر للهبة بيومين. فلقد أدى إقدام الســلطة على اعتقال محامي أهالي الضحايا والنشــط المبرز في هذا الملــف آنــذاك، فتحي تربل، إلى احتجاج أهالــي الضحايا ليرفعوا من صوتهم الذي كان ظاهرا لســنوات في شــكل فعل حقوقي للمطالبة بالكشف عن مصير الضحايا، وذلك في وقفة احتجاجية أمام أحد مراكز الأمن الداخلي جنوب مدينة نوظي نوظي يا بنغازي.. " بنغازي، اتسمت بالجرأة، وأطلق فيها النداء المزلزل: أي انتفضي يا بنغازي فقد جاء اليوم الذي انتظرته " جــاك اليــوم اللي فيه تراجي طويلا. وما إن تناقل الفيسبوك مقاطع مصورة للحادثة وللهتاف حتى تنادى شباب لها وانطلقوا في حراك سلمي من موقع الوقفة الاحتجاجية حتى مركز المدينة، كم، حيث تفاعل معهم عدد من أبناء الأحياء 10 في مســيرة على الأقدام لنحو م خرج جموع من المصلين في مظاهرة منددين 2006 فبراير/شباط 17 عقب صلاة الجمعة يوم ((( بالرسوم المسيئة للرسول وتجمعوا قرب القنصلية الإيطالية، وهتف بعضهم بهتافات ضد نظام القذافي وواجهتهم قوات الأمن بالرصاص الحي وسقط عدد من المتظاهرين بين قتيل وجريح.

34

Made with FlippingBook Online newsletter