أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

وغيرها، كما انشــقت أيضا أعداد إضافية من كوادر النظام ورموزه مثل موســى كوسه وزير الخارجية ورئيس جهاز الأمن الخارجي السابق، وبن قدارة محافظ المصــرف المركــزي، وآخرين، إلا أنهم لم يلتحقوا بالثــورة، وظلوا بعيدا عن المشهد السياسي. ولقــد كان لهــذه المواقف المبكرة أثرها الكبير في تدافع انتزاع الشــرعية بيــن الثــورة والنظام، فقد جعلت النظام يبقى فــي العراء أمام الدول التي يمثل المنشــقون فيها ليبيا، كما أنها ساهمت في خلخلة القاعدة السياسية التي يعتمد عليها النظام، حيث أصبح الشــك هو ســيد الموقف داخل دوائر سلطة النظام. من جهة أخرى، فقد كان لهؤلاء إسهامهم في تعزيز شرعية المجلس الانتقالي، فلقــد كان لبعض المنضمين للثورة ممن انشــقوا عن النظام دور مهمّ في إقناع المجتمــع الدولي بقدرة المجلــس الانتقالي على ملء الفراغ الذي تتخوّف منه الأطراف الدولية. عبــرت وزيرة الخارجية الأميركية وقتها، هيلاري كلينتون، في بادئ الأمر، عــن عدم ارتياحها لنتائج التدخل لحمايــة الثورة والثوار وعن جهلها بأهدافهم وتخوفها مما يمكن أن يقع في حال نجاحهم في السيطرة على الحكم، ثم غيرت ترك فيَ جبريل " من موقفها بعد لقائها الأول مع محمود جبريل وقالت بوضوح انطباعا قويا، ووجدته مسؤولا وذا رباطة جأش.. ويدرك حجم الجهد المطلوب لإعادة بناء دولة دمرتها عقود القســوة وســوء الإدارة... سيكون جبريل وأولئك الذين يمثلهم أفضل ما يمكننا أن نأمل.. واســتنادا إلى لقائي مع جبريل رأيت . ((( " أن هناك فرصة معقولة لأن يغدو المتمردون شركاء يتمتعون بثقتنا ثانيا: الموقف الدولي من الثورة والنظام الأحداث الكبيرة التي شــهدتها المنطقة العربية، خاصة ما وقع في تونس ومصــر، أوقعــت الأنظمة الغربية في حرج، فهي، حتى تفجر الثورات، كانت لا تــزال تتفيأ ظــ ل العلاقات المتينة مع الأنظمة الدكتاتورية، ليس مع الشــركاء القدامى حســني مبارك وزين العابدين فحســب، بل صار القذافي الذي وصفه ، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، بيروت الطبعة الثالثة " الخيارات الصعبة " كلينتون، هيلاري ((( . 356 ،ص 2016

44

Made with FlippingBook Online newsletter