أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

الفصل الثالث سلطة الثورة والتأسيسلمرحلة الانتقال الديمقراطي

النقاش حول الانتقال الديمقراطي والتأســيس لمرحلة ما بعد ثورة السابع وما بعد ســقوط النظام كان مبكرا، ومنذ الأشهر 2011 عشــر من فبراير/شباط الأولى للثورة، حتى قبل أن تتحرر العاصمة أو يســقط النظام نهائيا. ولم يكن هنــاك خلاف حول النظام الديمقراطي الذي يكون فيه للجميع حرية اختيار من يمثلونهم أو يعبرون عنهم في البرلمان أو الحكومة. الخلاف الذي وقع أثناء البحث والتفكير في شكل نظام الحكم دار حول النظامين الرئاســي والبرلماني ولم يكن خلافــا حادا، ظهر الخلاف المقلق مع الحديث عن ســلبية تركز الســلطة في العاصمة وإمكان تكرار ذلك حتى بعد إســقاط القذافي، وبرغم أن الجميع أعلن رفضه للمركزية، فإن اتجاها سياســيا بنزعة جهوية حرك أولى الأزمات السياسية التي عرفتها الثورة. كان لســان حال الكثير من نشــطاء الغرب الليبي الدعوة إلى إسناد منصب رئاســة الحكومة إلى شــخصية من طرابلس، وذلك بعد سقوط النظام والشروع ، إلا إن الجدل الكبير ومنذ الأشهر ((( في النقاش حول تشكيل الحكومة المؤقتة وقد تركز هذا " الفيدرالية " الأولى للثورة دار حول التهميش والمركزية وبديليهما الجدل في الشرق الليبي. ولقد كان للضغوط التي مارســها مبرزو التيار الفيدرالي أثرها الواضح في رسم ملامح الانتقال الديمقراطي وأسلوبه وأدواته، وذلك برغم محدودية أنصاره في ذلك الوقت، وسيأتي الحديث عن تأثير التيار الفيدرالي على المسار السياسي والأمني لاحقا. فبراير في طرابلس للمؤلف عن هذا التوجه وذلك قبل تشكيل الحكومة 17 عبر رئيس ائتلاف ثوار ((( المؤقتة التي رأسها د. عبد الرحيم الكيب.

55

Made with FlippingBook Online newsletter