الحــزب المقريف في انتخــاب رئيس المؤتمر الوطني العام يقف حزب الإنقاذ مع العدالة والبناء لفوز مرشحهم في سباق رئاسة الحكومة، وهو الدكتور عوض ، وهو الأمر الذي لم يقع وعزاه العدالة والبناء إلى نكث المقريف أو ((( البرعصي حزب الجبهة بوعدهم، في حين نفى حزب الجبهة ذلك، وهو ما يشــير إلى ما ســبق ذكره من اتجاه المؤتمر إلى التدافع وتناقض مواقف كتله بدافع براغماتي مهما كانت مبرراته، الأمر الذي قوض الأساس الذي من أجله انتخب المؤتمر وهو استكمال أسس الانتقال الديمقراطي وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني. اختيار الحكومة ربما كان اختيار قمة هرم السلطة ممثلة في رئاسة المؤتمر الوطني ورئاسة الحكومــة هي جذوة النــار التي ألهبت الخلاف داخل المؤتمــر الوطني العام ليتحــول إلــى تجابه وتدافــع كان له الأثر الأكبر في جــل إخفاقاته. فقد أظهر الاصطفاف عند اختيار رئيس المؤتمر الوطني أن الانقسام بات جليا وأنه سيكون أشــد ضراوة في المســتقبل، ذلك أن خســارة المرشح المدعوم من قبل حزب العدالة والبناء في الجولة الأولى دفع بالحزب إلى الاصطفاف مع مرشح جبهة الإنقاذ، الدكتور محمد المقريف المعارض المخضرم، ضد مرشح حزب تحالف القوى الوطنية الدكتور محمود جبريل، الذي نُظر إليه من قبل العدالة والبناء على أنــه خصم فكري (ليبرالي)، في حين صنفه بعض المبرّزين من الجبهة على أنه من أنصار النظام السابق، وأدى تنسيق العدالة والجبهة إلى خسارة التحالف. تكــرر الســيناريو مع بعض الاختلاف عند اختيــار رئيس الحكومة، وكان أثــر ذلــك على تناغم المؤتمر الوطني أكبر وذلك أن التحدي والمواجهة كانت مع الدكتور محمود جبريل رئيس حزب التحالف ومؤسســه. فقد واجه الدكتور جبريل الدكتور عوض البرعصي مرشــح العدالة والبناء، والدكتور مصطفى أبو الذي حظي بدعم الجبهة. ((( شاقور هو خبير في مجال الكهرباء، وأصبح وزيرا في أول حكومة بعد تفجر الثورة، وصار نائبا لرئيس ((( الحكومة المؤقتة فترة علي زيدان إلا إنه استقال بعد أشهر من توليه المنصب بسببخلافه مع الأخير. شارك أبو شاقور في المعارضة بالخارج في الثمانينيات من القرن الماضي ثم استقال وانشغل ((( بالتحصيل العلمي والعمل، وعاد بعد الثورة ليصبح نائبا لرئيس الحكومة الثانية بعد الثورة برئاسة د.
85
Made with FlippingBook Online newsletter