.وتتمثل الآلية الثانية فيما يســميه باريتو» )1( من خارج النخبة الذين يمثلون تهديدًا لها الــدوران الخارجي»، وهي العملية التي تــؤول إليها أوضاع النّخبة الحاكمة عندما لا تستطيع تحقيق غايتها في «الدوران الداخلي»، حيث يرى أنه عندما تفشل النّخبة القائمة في عملية امتصاص الأفكار والأشخاص من خارج النخبة- تتراجع تاركة مكانها لنخبة جديدة قادرة على أداء الوظيفة الأساســية للنخبة الحاكمة في المجتمع، أي إن باريتو يرى أن فقدان أفراد النخبة لخصائص ومؤهلات التفوق والفاعلية يســمح ببروز نخبة )2( جديدة أمــا نظرية الاتجاه التنظيمي عند موســكا، فتنطلق مــن افتراض مفاده أن القدرة على التنظيم تلعب الدور الرئيس في تشكل ودوران النخبة؛ حيث رأى أن القدرة على التنظيم والتفاعل بين أفراد النخبة يجعلها قادرة على امتلاك زمام الأمور والسيطرة على . ويرى أنه كلما كبرت الجماعة ضعف تنظيمها )3( مختلــف جوانب الحياة والمجتمــع وتضاءل تماسكها، وكلما قلّت عدديّا ازدادت تماسكًا واشتد تنظيمها، لذا فإن موسكا لا يرى من الصواب أن تتم المقارنة بين النخبة الحاكمة والمحكومة «بناء على أساس قِلّة مقابل كثرة، بل على أساس قلة منظمة تعرف ما تريد في مواجهة كثرة غير منظمة . )4( لا تعرف ما تريد» ويرى موسكا أن صغر حجم النخبة، «ووضوح وسائل الاتصال المتوفرة لديها، وسهولة تدفق المعلومات بين أعضائها يمنحها القدرة التنظيمية العالية، لذلك تستطيع وضع السياســات، واتخاذ القرارات بســرعة، وتمكّنها من الاستجابة الفورية للظروف المتغيرة، وتُظهر اتساقًا كامً في أقوالها وأفعالها، أما الأغلبية، فهي غير منظمة، وتضم . )5( أفرادًا ليس لديهم هدف مشترك، أو نظام اتصال معروف أو سياسات متفق عليها ويلاحظ موسكا أن النخب تحكم مجتمعاتها، على الرغم من كونها أقلية، لأنها أفضل تنظيمًا من الأغلبية، وكذلك لأنها تستند إلى أيديولوجية تدعم مشروعيتها، حيث . 9 المرجع السابق،ص ((( . 48 أبراش، علم الاجتماع السياسي، مرجع سابق،ص ((( المرجع السابق. ((( . 49 المرجع السابق،ص ((( . 42 )،ص 2015 جميل حمداوي، سوسيولوجيا النخب: النخبة المغربية نموذجًا، (الألولة، (((
17
Made with FlippingBook Online newsletter