النخبة الإسرائيلية الجديدة

، بل إنهم مثّلوا أيضًا عماد المؤسسات الحزبية، والتعليمية، 1948 عشــر من مايو/أيار . )1( والثقافية، والإعلامية، والبنى الاقتصادية وقد صاغ العلمانيون الغربيون المؤسســات التي دشــنتها الحركة الصهيونية في أرض فلسطين قبل الإعلان عن إسرائيل، سيما، الوكالة اليهودية التي مثّلت الحكومة اليهودية الفعلية على أرض فلســطين، ونقابات العمال العامة «الهســتدروت»، علاوة على أنهم شــكّلوا الذراع العســكرية للحركة الصهيونية «الهاجاناه»، الذي أصبح فيما بعد نواة الجيش الإسرائيلي بعد الإعلان عن الدولة، إلى جانب أنهم شكلوا الأحزاب والحركات السياســية التي مثلــت القاعدة الحزبية لإســرائيل الدولة؛ إلى جانب أنم احتكروا التحكم في جميع المرافق الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية. وباســتثناء بضع آلاف من اليهود الذيــن هاجروا من العالم العربي، فإن الحركة الصهيونية لم تسع إلى تهجير اليهود الذين كانوا يقيمون في الدول العربية والإسلامية . )2( على اعتبار أنها كانت معنية بأن تدشن كيانًا يكون امتدادًا للحضارة الغربية وقــد كان أتبــاع التيار الديني القومي ضمن اليهود الغربيين الذين هاجروا مبكرًا إلى فلسطين واندمجوا في مؤسساتها، لكنهم كانوا يمثلون أقلية هامشية واكتفوا بلعب دور ثانوي في مؤسســات الحركة الصهيونية، وبعد ذلك في المؤسســات الإسرائيلية الرســمية، وذلك ليس فقط بســبب تدني تمثيلهم الديمغرافي، بل أيضًا لأن هذا التيار لم يُبد حرصًا على التسلل إلى مواطن النفوذ، كما شرع في ذلك بعد ثلاثة عقود على الإعلان عن إسرائيل. لــم يهاجــر أتباع التيار الديني الحريدي من أوروبا إلى فلســطين إلا في أعقاب الحرب العالمية الثانية بســبب ما تعرض له اليهود هناك على أيدي النازية؛ حيث إن مرجعيات هذا التيار لم تغيّر موقفها الفقهي من الفكرة الصهيونية ولكنها تعاملت مع . )3( إسرائيل من منطلق التعامل مع الأمر الواقع وكملاذ آمن للإحاطة بواقع المؤسسات الصهيونية قبل الإعلان عن إسرائيل، انظر: صبري جريس، تاريخ ((( .) 1981 )، (بيروت، مركز أبحاث منظمة التحرير، 1948 - 1862 الصهيونية ( ، خريف 16 شنهاف، يهودا، «كيف تحول العرب اليهود متدينين وصهاينة؟»، قضايا إسرائيلية، (عدد ((( . 17 )،ص 2004 كما سيتبينلاحقًا، فقد حدث تحول تدريجي على موقف التيار الديني الحريدي من إسرائيل والحركة ((( الصهيونية، حيث إن هذا التيار بات أكثر استعدادًا للاندماج في مؤسسات الدولة السياسية.

26

Made with FlippingBook Online newsletter