وقــد عمــدت القيادات الدينية الشــابة، التي كان جميعها من خريجي مدرســة «مركــز الحاخام» إلى تنظيم حمــ ت جماهيرية للضغط على الحكومة للبدء في بناء المستوطنات؛ حيث لم تتردد هذه القيادات في بناء بؤر استيطانية بدون الحصول على . )1( إذن من الحكومة وقــد حظيت هذه القيادات بدعم مباشــر ليس فقط مــن ممثلي اليمين العلماني الذي كان في المعارضة، بل من أوســاط داخل الائتلافات الحاكمة التي كان يقودها . )2( حزب العمل، وهو ما ساعد على رضوخ الحكومة إلى مطالب التيار الديني القومي لكــن التحرك الذي قادة شــباب التيار الديني القومــي لم يؤد فقط إلى إخضاع الحكومة وتكريس المشروع الاستيطاني في الأراضي العربية والفلسطينية التي احتلت ، بل إن التحركات التي قادها هؤلاء الشباب مهدت لتمكينهم من القفز إلى 1967 عام . )3( مراكز التأثير الأهم في الدولة كان القضية 67 فنظرًا لأن مصير الأراضي الفلســطينية والعربية التي احتلت عام السياسية الأسخن التي ظلت تحتل الجدل العام في إسرائيل، وأحدث استقطابًا كبيرًا في المجتمع الإسرائيلي حتى مطلع ثمانينات القرن الماضي، فقد وجد اليمين العلماني في دعم المشــروع الاســتيطاني في الأراضي المحتلة جزءًا مهمّا من أجندته السياسية والأيديولوجية، وهذا ما دفعه إلى دعم وإسناد قادة التيار الديني القومي الشباب، الذين كانوا وراء هذا المشروع، وهو ما عزز مكانتهم الداخلية، ومنحهم قدرًا كبيرًا من التأثير . )4( على الحلبة السياسية والحزبية في إسرائيل وممــا عــزز من مكانة قادة التيار الديني القومي الشــباب كجزء مهم من النخبة الإســرائيلية توليهم قيادة المجالــس المحلية في المســتوطنات اليهودية، إلى جانب انخراطهــم في إطار يمثل المســتوطنات أطلق عليه «مجلس مســتوطنات في الضفة المرجع السابق. ((( . 17 روبنشتاين، غوش إيمونيم، الوجه الحقيقي للصهيونية، مرجع سابق،ص ((( يسهب الباحث الصهيوني، أمنون روبنشتاين، كثيرًا في إبراز دور قيادة العناصر الشابة من التيار الديني ((( القومي للمشروع الاستيطاني في تعزيز مكانتهم السياسية ومنحهم القدرة على التأثير على الحلبة السياسية والحزبية بشكل يفوق نسبة التيار الديني القومي في السكان. انظر: أمنون روبنشتاين، من ،) ובחזרה אמונים גוש עד מהרצל | רובינשטיין אמנון : מאת هرتسيل حتى غوش إيمونيم ( . 34 - 22 )،صص 1980 (مؤسسة شوكن، تل أبيب، المرجع السابق. (((
48
Made with FlippingBook Online newsletter