مقدمة منذ أكثر من ســبعة عقود، تخوض إسرائيل صراعًا ضد العالم العربي، أدى إلى تحولات جيوسياسية وأثّر على بيئته الداخلية وشبكة علاقات دوله الإقليمية والدولية. ونظــرًا لمركزيــة دور هــذا الصراع في التأثيــر على المصالــح العربية في كل المســتويات، فإن الإحاطة بالعوامل والظروف والتحولات التي تؤثر على عملية صنع القرار في إسرائيل واتجاهاتها، تكتسب أهمية كبيرة. إن أحــد التحولات التي يفترض أن تترك آثارًا كبيرة على اتجاهات عملية صنع القرار في إسرائيل، وتحديدًا في كل ما يتعلق بالعالم العربي والقضية الفلسطينية، يتمثل في أنماط واتجاهات التحول على واقع النخبة التي تؤثّر بشــكل مباشــر أو غير مباشر على عملية صنع القرار في الدولة وعلى توجهات المجتمع الإسرائيلي. ولا تكتســب دراســة النخبة الإســرائيلية أهميتها فقط لقلّة تعرض مراكز الفكر والباحثين العرب لهذه القضية، بل أيضًا لأن الكثير من التمظهرات التي تعكس التحول على واقع النخبة في إسرائيل، وبخلاف ما هو عليه الأمر في كثير من دول العالم، تتم كنتــاج مبادرة تيارات أيديولوجية لمحاولة مراكمة النفوذ بما يتجاوز ثقلها الديمغرافي ووزنها السياسي، من خلال ابتداع آليات عمل واضحة تهدف إلى التسلل إلى مواطن النفوذ والسيطرة عليها؛ والتأثير من خلالها على الدولة والمجتمع. فحتى مطلع ثمانينات القرن الماضي، كان العلمانيون من أصول غربية هم الذين يهيمنون على النخب السياســية، والعســكرية، والإعلامية، والقضائية، والأكاديمية في إسرائيل. ومنــذ ذلك الوقت، حدث تحولان رئيســيان على اتجاهات تشــكل النخبة في إســرائيل، تَمَثّــ في صعود أتباع التيــار الديني القومي، واليهود من أصول شــرقية وحيازتهما الكثير من مواطن التأثير والنفوذ في الدولة والمجتمع. وسترصد الدراسة التحولات على موازين القوة داخل النخبة الإسرائيلية في الفترة ، وهو العام الــذي صعد فيه تحالف اليمين العلماني واليمين 1977 الممتــدة بين عام . 2018 الديني للحكم لأول مرة وحتى العام
5
Made with FlippingBook Online newsletter