القرن الإفريقي عمقًا استراتيجيًّا خليجيًّا

القرن الإفريقي. ويتجلّى الفعل الإراديّ الخليجيّ في مشاريع إعمار مناطق النزاعات أو إعمــار مناطق الكوارث الطبيعية. فضً عن ذلك أظهرت الدول الخليجيّة إرادة سياسيّة واضحة في التوسع لعقد شراكات تجاريّة واستثماريّة مع جميع بلدان القرن الإفريقي، ويتجلّى الفعل الإراديّ الخليجيّ في حجم التبادل التجاريّ والاســتثمار الخليجــيّ فــي المنطقة، بالإضافة إلى حجم الاتفاقيات والمعاهدات والشــراكات الاقتصاديّة التي وقعتها الدول الخليجيّة مع بلدان القرن الإفريقي. وهذا ما نعالجه من خلال الدّراســة الميدانية، والبيانات الرســمية لدوائر مراكز القرار، وتصريحات النخب السياسيّة الحاكمة في القرن الإفريقي. ونوضح ذلك في ثلاثة محاور أساسية فــي هذا الفصل وهي؛ الذهنية الاســتراتيجيّة لدى صانع القرار والنخب في القرن الإفريقي تجاه قضايا الصراع؛ وانطباعات وتصوّرات الذهنية الاستراتيجيّة في بلدان القرن الإفريقي تجاه قضايا العمل الإنســاني والاتفاقيات والاستثمارات الخليجيّة؛ وأخيرًا رد فعل الذهنية الاستراتيجيّة لدى عينة نخب الدّراسة الميدانية ببلدان بالقرن الإفريقي، ونفصلها في العناوين الجانبية التالية: أو ً: تجاه قضايا الصراع إن الانطباعات والتصوّرات والمعطيات والقرارات المواقف التي تبناها صانعو القرار والنخب السياسيّة في بلدان القرن الإفريقي، تجاه تفاعلهم مع الإرادة السياسيّة لــدول الخليــج العربيّة، ما هي إلا انعكاس لتراكم وتسلســل تلك الانطباعات في الذهنية الاســتراتيجيّة لدى صناع القرار والنخب في بلدان القرن الإفريقي. ولهذا تظهر أهمية دراسة الذهنية الاستراتيجيّة للنخب في بلدان القرن الإفريقي باعتبارها رد الفعل الإفريقي تجاه الفعل الإراديّ الخليجيّ. اختلفت طريقة التفكير في الذهنية الاستراتيجيّة لدى صانع القرار والنخب في بلدان القران الإفريقي، تجاه الإرادة السياســيّة لدول الخليج العربيّة في تفاعلها مع قضايا الصراع في المنطقة من دولة إلى أخرى، ولكنها اتفقت جميعها في ذهنياتها الاستراتيجيّة الوطنية على قبول الفعل الإراديّ الخليجيّ كوسيط للسلام في تفاعله مع بعض الخلافات والصراعات في المنطقة. وربما كان نجاح الوساطات الخليجيّة

118

Made with FlippingBook Online newsletter