القرن الإفريقي عمقًا استراتيجيًّا خليجيًّا

. ولذلك تتميز منطقتا القرن الإفريقي والخليج العربيّ بموقع ( (( دول الخليج العربيّة جيوسياسيّ فريد يضفي عليهما نوعًا من التعقيد على العلاقات الإقليميّة والدوليّة، ، وفضً عن ذلك تتميز ( (( باعتبارهما حلقة وصل استراتيجيّة لكثير من الطرق المائية منطقة القرن الإفريقي بموقع جيوسياسيّ جعل منها ساحة خلفية للجنوب العربيّ، ومدخله وامتداده الطبيعي في شرق إفريقيا ووسطها، وأيضًا أصبحت لاعبًا أساسيّا في التجارة العالميّة لتحكمها في أهم الموارد الخليجيّة بإطلالتها المميزة على المحيط الهندي والبحر الأحمر عبر مضيق باب المندب كممر مائي للملاحة التجاريّة وفي مقدمتها النفط؛ مما أكسب القرن الإفريقي أهمية جغرافيّة خاصة تتجاوز في أبعادها . وأسهم الجوار الجغرافي بين المنطقتين في انتقال ( ((ّ ما هو إقليميّ إلى ما هو دولي المؤثرات العربيّة من قبل الإســ م وبعده إلى أواســط القارة ودواخلها عبر ساحل إفريقيا الشرقي، مما أسهم في توثيق الروابط الاقتصاديّة بين البلدان العربيّة وشعوب شرق إفريقيا. وتظهر هذه الآثار العربيّة بصورة واضحة نوعًا ما في ساحل الزنج أو . ( (( زنجبار والتي كانت على صلة تجاريّة بالبلدان العربيّة نتيجة لقدم التواصل بين ســكان شــبه الجزيرة العربيّة وساحل إفريقيا، يرى بعــض الباحثين أن إفريقيا وشــبه جزيرة العرب كانتا رقعــة جغرافيّة واحدة حتى انفلقت قشــرة الأرض مكونة البحر الأحمــر الذي فصل بينهما. وعلى الرّغم من وعــورة مســالك البحر الأحمــر فإنها لم تقف حائً دون التواصل البشــري بين ســاحليه. كما أن قدرًا كبيرًا من ذلك التواصل كان متيســرًا عن طريق مضيق باب المندب وشــبه جزيرة سيناء، وكانت ســواحل المحيط الهندي، العربيّة والإفريقية ، (العدد الرابع، جامعة قطر ، " القرن الإفريقي التاريخ والجيوبوليتيك " ( عثمان، عبد الرزاق علي، ( ( . 390 م)،ص 1992 ، 4 المجلد ، 57 ، (العدد السياسة الدوليّة ، " البحر الأحمر في الاستراتيجيّة الدوليّة " ( محمود، محمد توفيق، ( ( . 24 م)،ص 1979 ، القاهرة، 15 السنة ، " القرن الإفريقي وشرق إفريقيا: الواقع والمستقبل " ( بغدادي، عبد السّلام والأصبحي، أحمد، ( ( . 116 م)،ص 2010 ، 50 ، (العدد دراساتشرق أوسطية ، عبد الملك عودة، العرب وإفريقيا ، " العرب وإفريقيا وقضايا الأمن المشترك " ( هويدي، أمين، ( ( . 585 م)،ص 1984 يوسف فضل وآخرون (محررون)، (مركز دراسات الوحدة العربيّة، بيروت،

30

Made with FlippingBook Online newsletter