القرن الإفريقي عمقًا استراتيجيًّا خليجيًّا

وربما من العوامل التي يســرت ذلك . ( (( تمثــل نقاط تواصل مهمــة بين الجانبين التواصــل عبر المحيط الهندي ظاهرة الرياح الموســمية التي ربطت بين ســاحل إفريقيا الشــرقي وأجزاء من آســيا، ولا سيما سواحل الخليج وجنوب اليمن؛ فقوة الرياح الموسمية تهب من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي في فترة زمنية معينة، ثم ينعكس مســارها في فترة زمنية لاحقة من نفس العام، حيث اســتفاد الملاحون العرب من هذه الظاهرة في وقت يتعذر تحديده بدقة، لكن المؤكد أنها أدت إلى ترك أثرًا بيّنًا في التكوين البشري والثقافيّ لساحل ( (( حراك سكاني ونزوح موسمي . ( (( إفريقيا الشرقي منذ بداية التقويم الميلادي وفــي التواصل التاريخــيّ والحضاريّ بين منطقتي القــرن الإفريقي والخليج العربيّ، ترشح معظم المصادر التاريخيّة، أن العلاقة بين القرن الإفريقي وشبه جزيرة العرب قديمة وثرّة، وترجع إلى أكثر من ألفي عام. ولتشــعب هذه العلاقة وطول حقبها، نكتفي برصد أهم تلك الروابط، وأبرز تفاعلاتها البشــريّة على مســتوياتها المختلفــة منهــا الاجتماعيّة والثقافيّة والاقتصاديّة منذ فجر التاريخ، ويتضمن ذلك: الهجرات البشــريّة بين الجانبين، والعلاقات التجاريّة المتبادلة، والمؤثرات الدينيّة، . ( (( والأطماع الاستعمارية، والعلائق التجاريّة الرأسمالية الحديثة شــهدت العصور الأولى من فجر التاريخ هجرات بشــريّة متبادلة بين منطقة الخليج العربيّ، ومناطق القرن الإفريقي المختلفة، حيث تحركت شــعوب وبطون عربيّة من قلب شبه الجزيرة العربيّة في اتجاهات مختلفة ومن بينها القارة الإفريقية، ، (المنظمة العربيّة للتربية العلاقة بين الثقافة العربيّة والثقافات الإفريقية حسن، يوسف فضل، ( ( ( . 33 م)،ص 1985 والثقافة والعلوم، تونس، ، (دار جامعة الخرطوم دراسات في تاريخ السّودان وإفريقيا وبلاد العرب ( حسن، يوسف فضل، ( ( . 187 ،ص 3 م)، ج 1980 للطباعة والنشر، الخرطوم، ، ترجمة يوسف كمال، (دار العلوم وثائق تاريخيّة وجغرافيّة عن إفريقية الشرقية جيسيور، جيان، ( ( ( . 66 ،ص 1 م)، ج 1972 للنشر والتوزيع، القاهرة، بعض ملامح الروابط التاريخيّة بين الجزيرة العربيّة والقرن الإفريقي منذ " ( حسن، يوسف فضل، ( ( . 37 ، مرجع سابق،ص العرب والقرن الإفريقي، جدلية الجوار والانتماء ، (في) " فجر التاريخ

31

Made with FlippingBook Online newsletter