أما بالنســبة لفرنسا فاتخذت سياســة تخالف الولايات المتّحدة الأميركيّة في منطقة القرن الإفريقي، وحاولت في علاقاتها مع بعض دول القرن الإفريقي الربط بين مفاهيم الأمن والتنمية من خلال المســاندة العسكريّة بغرض تحقيق الاستقرار ومــن ثــم المصالح الاقتصاديّة، كان هذا هو الهدف الدائم لدى القادة الفرنســيين وكان الهدف، وقت . ( (( في إطار وضع السياســة الخارجيّة الفرنســية تجاه إفريقيا اســتقلال الدول الإفريقية عن فرنســا، هو تأمين العلاقات الإفريقية-الفرنسية عقب الاســتقلال، واستمرت فرنســا على هذا المبدأ الاستراتيجيّ في علاقاتها الخارجيّة مــع الدول الإفريقية التي ظلت تمثل أهمية مركزية للمصالح الاقتصاديّة الفرنســية . وعليه نرى ( (( في المنطقة مثل جيبوتي التي وقّعت معها اتفاقيات الحماية والدفاع أن المهددات الأمنيّة التي تم ذكرها سلفًا سواءً كانت داخليّة أو خارجيّة، إن لم يتم توظيفها بالشكل الجيد من قبل دول الخليج العربيّ يمكن أن تصبح عقبة في مشروع بناء العمق الخليجيّ الاســتراتيجيّ في المنطقة. وبالتالي تصير من أكبر المهددات التي يمكن أن تواجه العمق الاستراتيجيّ الخليجيّ في المنطقة. وأخيــرًا ضرورة توظيف النظام الرأســمالي الاقتصاديّ بالطــرق التي تتوافق مــع العمق الاســتراتيجيّ الخليجيّ في القرن الإفريقــي، خاصة وأن الدول الغربية الرأسمالية تلعب دورًا كبيرًا في التنمية الاقتصاديّة التي تشهدها بلدان القرن الإفريقي، وهنالك عدة أســباب منطقية جعلت من العالم الغربيّ الرأســماليّ أكثر ارتباطًا من الناحية الاقتصاديّة بإفريقيا؛ هي: أن النظام الاقتصاديّ العالميّ تحكمه الرأســمالية العالميّة، وقوانين التبادل الدوليّ مشــتقة من الرأســمالية بما في ذلك النزعة القوية إلى قوانين العرض والطلب واستقلال قوى السوق، كما أن الاتفاقيات الدوليّة تُعد جزءًا من القاموس الغربي. وعلاوة على ذلك فإن أهم عملات الصرف الدوليّة هي عملات غربية يتزعمها الدولار الأميركيّ، ناهيك عن أن أهمَ المصارف التجاريّة هي بطبيعتها رأسمالية تطرح مديونيات متوالية لدول العالم الثالث. والمصارف التنموية . 41 ،ص " الاستراتيجيّة الإسرائيلية... " ( عبد الله، مختار شعيب ( ( ، 18 ، (العدد قضايا التنمية ، " العرب وإفريقيا فيما بعد الحرب الباردة " ( زرنوقة، صلاح سالم، ( ( . 61 م)،ص 2000
48
Made with FlippingBook Online newsletter