القرن الإفريقي عمقًا استراتيجيًّا خليجيًّا

القرن الإفريقي. ولهذا اتسمت صراعات القرن الإفريقي بطبيعة بالغة التعقيد، نابعة من تعدد أبعاد ومستويات الصراع في المنطقة، وهو ما يبدو واضحًا في الخلافات الحدوديــة بيــن دول القرن الإفريقي التي تختزل فــي داخلها صراعات ضاربة بين قوميات متنافرة في إثيوبيا والصومال وكينيا، كما تتداخل أيضًا في هذا الصراع أبعاد حضاريّة ودينيّة وعرقية واقتصاديّة. أما التعدد في مستويات الصراع فيبدو واضحًا أن المنطقة شهدت أشكاً شتى من الصراعات تراوحت بين الحروب النظامية واسعة . ( (( النطاق وحروب الاستقلال والحروب الأهلية والانقلابات العسكريّة لم تكن دول الخليج العربيّ بعيدةً عن قضايا الصّراع في منطقة القرن الإفريقي، بل اهتمت بتلك القضايا سواءً كانت على مستوى الصّراع الداخليّ في دول القرن الإفريقي أو مســتوى الصراع بين دولتين. وتتجلّى هذه الإرادة السياســيّة الخليجيّة فــي دور المملكــة العربيّة الســعوديّة في توسّــطها لإنهاء الخلافــات بين الفرقاء الصوماليّين، أو في دور قَطَر وتوســطها في إنهاء الصراع في دارفور في السّــودان. أما على مســتوى الصّراع بين الدول، فتظهر الإرادة السياســيّة الخليجيّة في جُهُود قَطَر في إنهاء خلافات جمهورية السّودان ودولة إرتيريا، وحل النّزاع الحدوديّ بين إرتيريا وجِيبُوتي. وجُهُود المملكة العربية السعودية في إنهاء الخلافات بين السّودان وتشــاد، وكذلك حل النّزاع بين إثيوبيا وإرتيريا. ويؤكّد هذا الفعل الإراديّ اهتمام دول الخليــج بقضايا الصّراع في القرن الإفريقي من خلال دعم عملية الاســتقرار والأمن والتّنمية في دول الإقليم. وسوف نتناول الفعل الإراديّ الخليجيّ من خلال جانبيــن في قضايا الصّراع في القرن الإفريقي، وهما الصّراع داخل الدولة الواحدة والصّراع بين دولتين. . حل الصّراعات 1 اهتمت دول الخليج العربيّ بما جرى من تطورات على مستوى قضايا الصّراع والسّلام والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي. هنالك حالتان مهمّتان؛ هما السّودان ، (مركز دراسات : الواقع والمستقبل إفريقيا القرن الإفريقي وشرق ( الأصبحي، أحمد وآخرون، ( ( . 55 )،ص 2010 الشرق الأوسط، عمان،

63

Made with FlippingBook Online newsletter