إذًا، يُعتبر مفهوم الأمن حسب المنظور التعاوني أكثر شمو ً، لأنّه يرتكز على إمكانية التعاون، وبالتالي إذا ما لجأت الدول إلى أسلوب الاعتماد المتبادل أو تبادل المنافع والمصالح في ميدان الاقتصاد السياســيّ الدوليّ. ففكرة الاعتماد المتبادل هي ركيزة محورية من ركائز التحليل التبادليّ الذي يؤمن بالحرية الدوليّة وبضرورة وجود آمن وحرية في العلاقات الدوليّة. ومــن خــ ل النظرية التعاونيّة يحــاول هذا المبحث إبراز الإرادة السياســيّة الخليجيّة وجُهُودها في تعزيز الســلم والأمن الاجتماعيّ في دول القرن الإفريقي. وتأسيسًا على تلك النقطة ننطلق من فرضية جدلية العلاقة بين الأمن والتّنمية التي ؛ ولهذا نرصد الإرادة السياســيّة " لا أمــن بدون تنمية ولا تنمية بدون أمن " تقــول: لدول منطقة الخليج العربيّ التي تولي أهمية كبرى إلى الجانب التنمويّ في بلدان القــرن الإفريقي، لمواجهــة ما اصطلح عليه بقضايا الأمن الاجتماعيّ الجديدة مثل الجفاف والتصحّر والفقر وغيرها من مهدّدات الاستقرار الاجتماعيّ في دول القرن الإفريقي، وأصبح الفعل الإراديّ لصنّاع القرار في دول الخليج العربيّ يعتمد على الجمع بين الأمن والتّنمية في الإقليم. وتجلّت بذلك الإرادة السياسيّة الخليجيّة في التفاعل والاهتمام بقضايا مهدّدات الأمن والاستقرار الاجتماعيّ في القرن الإفريقي. وهــذا ما أظهره الفعل الإراديّ الخليجيّ فــي مناطق القرن الإفريقي، بهدف الحد من مخاطــر ظواهر الجفاف والتصحّر والفقر والنّزاعات بين مكوّنات المجتمعات الداخليّة في دول الإقليم. . العمل الإغاثي 1 تنشــط دول الخليج العربيّ بدوائرها ومنظماتها الرســمية والشعبية في مجال العمل الإنسانيّ في المناطق المختلفة بالقرن الإفريقي، ويرتبط هذا الفعل الإنساني الإراديّ الخليجيّ بالرغبة في تخفيف الحدّ من مخاطر الآثار المترتبة على الجفاف والتصحّــر والفقــر في الإقليم، خاصّة أنّ ظاهــرة الجفاف والتصحّر تعتبر من أكبر العوامل المهدّدة للأمن والاستقرار الاجتماعيّ في المنطقة، ممّا لها من آثار اقتصاديّة تتمثّل في التقليل من الأداء والنمو الاقتصاديّ الذي بدوره يؤثّر على معيشــة أفراد
70
Made with FlippingBook Online newsletter