المجتمــع. وأيضًــا هنالك آثار بيئية لهذه الظاهرة تتمثّل في تعرية وتآكل التّربة، وما يترتــب علــى ذلك من الآثار الاجتماعيّة لظاهرة الجفاف والتصحّر التي تتجلّي في نقص الغذاء، الأمر الذي يهدّد الأمن الغذائيّ لهذه المجتمعات المتأثّرة، ممّا يؤدّي إلــى ظواهــر الهجرة والنزوح والبطالة التي تحدث خلــً اجتماعيّا في المكونات الاجتماعيّة في بلدان القرن الإفريقي. وبالتالي تطفو الصّراعات حول الماء والأرض، فتؤدّي إلى صراعات سياسيّة داخل دول القرن الإفريقي. إذًا، تُعتبر ظواهر الجفاف والتصحّر والفقر من العوامل التي تمسّ قضايا الأمن والاستقرار الاجتماعيّ داخل الدولة، فانعدام أبســط مقوّمات الحياة الكريمة للمتأثّرين بهذه الظواهر يؤدّي إلى انتشــار الجرائم التي تبدأ بســيطة لســدّ الاحتياجات الضرورية ثمّ تتطور مع مرور الوقت وحينئذٍ ينفرط الأمن داخل الدولة. فــي الفتــرة الأخيرة ازدادت حالة الجفاف التي تســود منطقة القرن الإفريقي بســبب قلّة الأمطار، بحســب ما ذكرت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو). والمناطق الأكثــر عرضــةً لهــذه الظاهرة في القــرن الإفريقي هي: معظم مناطــق الصّومال، وشــمال شــرق كينيا ومناطقها السّاحلية، وجنوب شــرق إثيوبيا حتى منطقة عَفَار في جِيبُوتي، وكذلك جنوب السّــودان الذي يواجه أزمة غذاء حقيقية بسبب انعدام . وأكّدت منظمــة الأغذية والزراعة أنّ هنالك ما ( (( الأمن المســتمر منذ فترة طويلة ) مليون شــخص في أنحاء الصّومال وشــمال شرق كينيا وجِيبُوتي 12 يقرب من ( محتاجون لمســاعدات غذائية، كما تعاني معظم الأســر من محدودية الوصول إلى الغذاء والحصول على الدخل اليوميّ. وتمّ إصدار تحذير مسبق من خطر المجاعة . وأكّد الأمين العام ( (( في الصّومال، وتجب الاستجابة الإنسانيّة بشكل فوري وواسع للأمم المتّحدة الســابق، بَانْ كِي مُــون، على أنّ الأوضاع في الصّومال حرجة ولا ســيما وسط وجنوب الصّومال، حيث يتعرّض أربعة ملايين شخص لأزمة إنسانيّة، . 19 ،ص 2012 ، نيويورك، التقرير السّنوي ( منظمة الأمم المتّحدة للأغذية والزراعة، ( ( . 20 ( المرجع السّابق،ص ( (
71
Made with FlippingBook Online newsletter