واحــد وقيــادة واحدة، وكلنا يتمنى أنه عندما يفتح عينيــه من الحلم يجد ذلك واقعًا حقيقيّا، وآنذاك فإن الجواب عن السؤال، هو أن ننتمي إلى الجماعة الواحدة التي تنتظم كل الجماعــات في التراب الوطني، تمهيدًا لأن نتجاوز المرحلة القطرية الاضطرارية، فتنظم الجماعات الإســ مية على مســتوى الجهات، ثم تكون جماعة إسلامية واحدة . ((( على مستوى الأمة، لكي تؤسس خلافة إسلامية واحدة من طنجة إلى جاكرتا» الأمر نفســه يؤكده المختار العبدلاوي عندما يقر أن «التطبيق الحرفي والفوري للشريعة، وإقامة «دولة الخلافة» هو هاجس الحركات الإسلامية المغربية عمومًا، لأنها خرجت في معظمها من منطق «دستورنا القرآن»، لكنها لم تستطع بعد أن تبلور برنامجًا . إلا أننا لاحظنا أن الإنتاجات الفكرية لرواد حركة «التوحيد والإصلاح» ((( سياسيّا فعليّا» تؤكد التراجع عن العديد من المواقف والمبادئ التي شكّلت هذا المنطلق، منها إقامة «دولــة الخلافــة»، على اعتبــار أن الأمر أضحى متجــاوَزًا، وأن تطور العصر يفرض شروطه، والمتمثلة في التصالح والتوافق مع الواقع السياسي الذي يفرض نفسه، وهو واقع الدولة القطرية الحديثة، دون التخلي عن مبادئ الإسلام ومقاصده، والتي تشكّل المرجعية الأساس لهذه الحركة الإسلامية. أما حلم استرجاع نموذج الخلافة فهو أمر وارد لدى بعض أعضاء هذه الحركة الإســ مية، التي أفسحت مساحة للاختلاف بين أفرادها. لكن السياق العام الذي يسير فيه فكر هذه الحركة هو تجاوز مقولة «الخلافة» واعتبارها نظام حكم غير إجباري، بل دعا رواد الحركة لمسايرة روح العصر والتوافق مع نظام الحكم القائم، وهو الحكم الملكي في ظل الدولة القطرية الحديثة. مشروع "الدولة الإسلامية" بين النقد والاحتفاء بالخصوصية 2-2 إلى جانب نقد رواد حركة «التوحيد والإصلاح» لفكرة تبني الخطاب الإسلامي لمقولة «نظام الخلافة» كواقع سياســي يجب استنساخه في عصرنا الحالي، وجّه رواد هذا التيار الإسلامي سهام نقدهم لمقولة أخرى، لا تقل ترددًا في هذا الخطاب، وهي ، (الدار البيضاء،أفريقيا 1 الواريني، سعيد بن محمد حليم، الإسلاميون بالمغربوالديمقراطية، الطبعة ((( . 94 - 93 )،صص 2009 الشرق، العبدلاوي، المختار، الإسلاميون يضطلعون بشرف الدفاع عن القيم، نقً عن، بلال التليدي، ((( ، (منشورات التجديد، مجموعة 1 الإسلاميون والعلمانيون في المغرب والتعايش الممكن، الطبعة . 107 )،ص 2010 مقالات، مارس/آذار
31
Made with FlippingBook Online newsletter